الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ إِنَّ شَجَرَتَ ٱلزَّقُّومِ } * { طَعَامُ ٱلأَثِيمِ } * { كَٱلْمُهْلِ يَغْلِي فِي ٱلْبُطُونِ } * { كَغَلْيِ ٱلْحَمِيمِ } * { خُذُوهُ فَٱعْتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلْجَحِيمِ } * { ثُمَّ صُبُّواْ فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ ٱلْحَمِيمِ } * { ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْكَرِيمُ } * { إِنَّ هَـٰذَا مَا كُنتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ }

ثم قال سبحانه: { إِنَّ شَجَرَتَ ٱلزَّقُّومِ } المعدة لذوي الغفلة والضلال { طَعَامُ ٱلأَثِيمِ } [الدخان: 44] المنهمك في الجرائم والآثام، وهو أبو جهل ومن مثله في العتو والعناد، وهي في الحرقة والبشاعة { كَٱلْمُهْلِ } أي: الذهب والذائب، أو دردي الزيت الأسود، وهو من شدة حرقته وحرارته { يَغْلِي فِي ٱلْبُطُونِ * كَغَلْيِ ٱلْحَمِيمِ } [الدخان: 45-46] أي: كالماء الحار إذا اشتد غليانه، كيف هو، هو مثله يغلي في بطون أهل النار، قال صلى الله عليه وسلم: " أيها الناس اتقوا الله حق تقاته، ولو أن قطرة من الزقوم قطرت على الأرض لأمرت على أهل الدنيا معيشتهم أبدا " ، فيكف حال من هو طعامه دائماً ولم يكن له غذاء سواه، وبالجملة: هم مبتلون بهذا العذاب إلى حيث قطع أمعائهم.

ومع ذلك العذاب الهائل يقال من قبل الحق للزبانية الموكلين عليهم على الدوام: { خُذُوهُ } أي: المسرف الأثيم { فَٱعْتِلُوهُ } أي: ادفعوه وسوقوه بشدة العنف والزجر { إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلْجَحِيمِ } [الدخان: 47] أي: واسطة { ثُمَّ صُبُّواْ فَوْقَ رَأْسِهِ } مثل في جوفه { مِنْ عَذَابِ ٱلْحَمِيمِ } [الدخان: 48] ليستغرفوا بالعذاب الهائل استغراقاً تاماً، وقولوا له: عند صبكم وتعذيبكم على سبيل التهكم والتوبيخ: { ذُقْ } أيها المتجبر الطاغي طعم العذاب الهائل { إِنَّكَ } في نفسك وعلى مقتضى زعمك { أَنتَ ٱلْعَزِيزُ } المنيع { ٱلْكَرِيمُ } [الدخان: 49] الغالب المقصور على الغلبة والكرم بين أهل الوادي، ثم قولوا لهم بعد تشديد العذاب عليهم تفظيعاً لهم وتفضيحاً: { إِنَّ هَـٰذَا } العذاب والنكال الذي أنتم فيه الآن { مَا كُنتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ } [الدخان: 50] تشكون وتمارون في النشأة الأولى.