الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ فَٱسْتَمْسِكْ بِٱلَّذِيۤ أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ } * { وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَآ أَجَعَلْنَا مِن دُونِ ٱلرَّحْمَـٰنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ } * { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَـٰتِنَآ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلإِيْهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } * { فَلَمَّا جَآءَهُم بِآيَاتِنَآ إِذَا هُم مِّنْهَا يَضْحَكُونَ } * { وَمَا نُرِيِهِم مِّنْ آيَةٍ إِلاَّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُم بِٱلْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }

وبعدما أكد سبحانه إنجاز الوعد الموعود عليهم، وبالغ فيه، أمر حبيبه صلى الله عليه وسلم بالتمكن والتثبت على مقتضى الوحي المنزَّل من عنده، فقال: { فَٱسْتَمْسِكْ بِٱلَّذِيۤ أُوحِيَ إِلَيْكَ } من القواعد الشرعية الموضوعة بالوضع الإلهي، واعتمد عليه، ولا تلتفت إليهم، ولا تبالِ بإعراضهم { إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } [الزخرف: 43] موصل إلى توحيد ربك.

{ وَإِنَّهُ } أي: القرآن { لَذِكْرٌ } أي: عظة وتذكير { لَّكَ وَلِقَوْمِكَ } فعليكم أن تتعظوا به، وبما فيه من الحِكم والأحكام، والعبر والرموز والإشارات { وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ } [الزخرف: 44] عن قيامكم بها وامتثالكم بما فيها.

وإن عاند المشركين معك، واستهزءوا بك وبكتابك، ونسبوا دينك إلى البدعة والاختلاق، فـوَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ } [النحل: 127] وينسبونك إليه، { وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَآ } أي: أحبار قومهم وعلماء دينهم، وفتش أحوالهم عن آثارهم وأخبارهم وكتبهم الباقية بعدهم { أَجَعَلْنَا مِن دُونِ ٱلرَّحْمَـٰنِ } المنزه في ذاته عن الشركة والتعدد مطلقاً { آلِهَةً يُعْبَدُونَ } [الزخرف: 45] أي: هل حكمنا لهم، وأمرناهم باتخاذ آلهة سوى الحق، يُعبد لهم كعبادة الله، بل ما اتخذوا آلهتهم إلا بمقتضى آرائهم الباطلة وأهويتهم الفسادة، وما عبدوا لهم إلا ظلماً وزوراً.

{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا } أخاك { مُوسَىٰ بِآيَـٰتِنَآ } الدالة على توحيدنا { إِلَىٰ فِرْعَوْنَ } الطاغي المستعلي على من في الأرض { وَمَلإِيْهِ } المعاونين له في طغيانه { فَقَالَ } لهم بإذن منَّا وبمقتضى وحينا: { إِنِّي رَسُولُ رَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } [الزخرف: 46] أرسلني إليكم لأرشدكم إلى طريق توحيدي، وأوضح لكم سبيل المعاد.

{ فَلَمَّا جَآءَهُم } مؤيَّداً { بِآيَاتِنَآ } أي: بالخوارق والمعجزات الدالة على صدقه { إِذَا هُم مِّنْهَا يَضْحَكُونَ } [الزخرف: 47] أي: فاجؤوا على الضحك والاستهزاء أول رؤيتهم بها بلا تأمل وتدبر فيها.

{ وَ } الحال أنه { مَا نُرِيِهِم مِّنْ آيَةٍ } من الآيات { إِلاَّ هِيَ } أي: الآية المرئية في الحال { أَكْبَرُ } وأظهر دلالة على كمال قدرتنا وصدق نبينا { مِنْ أُخْتِهَا } أي: من الآية السابقة عليها، ومع ذلك أنكروا عليها واستهزءوا { وَ } بعدما بالغوا في العتو والعناد { أَخَذْنَاهُم بِٱلْعَذَابِ } العاجل من القحط والطاعون وغيرها { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } [الزخرف: 48] رجاء أن يرجعوا عن إنكارهم إصرارهم عليه.