الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ } * { وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِّن بَعْدِهِ وَتَرَى ٱلظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَىٰ مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ } * { وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ ٱلذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّ ٱلْخَاسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ أَلاَ إِنَّ ٱلظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ } * { وَمَا كَانَ لَهُم مِّنْ أَوْلِيَآءَ يَنصُرُونَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن سَبِيلٍ }

{ وَلَمَن صَبَرَ } من المظلومين، ولم ينتصر، ولم ينتقم من الظالم كظماً وهظماً { وَغَفَرَ } أي: عفا وتجاوز مسترجعاً إلى الله، طالباً الأجر منه سبحانه { إِنَّ ذَلِكَ } العفو والصفح عند القدرة { لَمِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ } [الشورى: 43] أي: من الأمور التي آثرها أولو العزائم الصحيحة من أرباب العناية، وهم الذين يرون من الله جميع ما يرون منحة أو محنة، ويوطنون نفوسهم على الرضا بما جرى عليهم من القضاء.

{ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ } يمقتضى قهره وجلاله ويغويه عن طريق توحيده { فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ } سواه ينسره ويدفع عنه ما يخذله { مِّن بَعْدِهِ } أي: من بعد خذلان الله أياه { وَ } بعدما ردهم سبحانه إلى دار الانتقام بأنواع الخيبة والخسران { تَرَى } أيها الرائي { ٱلظَّالِمِينَ } المغرورين بما هم عليه من الجاه والثروة والمفاخر بالأموال والأولاد في دار الدنيا { لَمَّا رَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ } النازل عليهم المحيط بهم من جميع جوانبهم { يَقُولُونَ } حينئذ أي: بعضهم لبعض من شدة اضطرابهم واضطراهم: { هَلْ إِلَىٰ مَرَدٍّ } رجعة إلى الدنيا وعود إليها { مِّن سَبِيلٍ } [الشورى: 44] حتى نعود ونستعد ليومنا هذا.

{ وَ } هم في هواجس أنفسهم يتكلمون بهذا الكلام تحسراً وتضجراً { تَرَاهُمْ } أيها الرائي حين { يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا } أي: على النار { خَاشِعِينَ } خاضعين { مِنَ ٱلذُّلِّ } والصغار المفرط الشامل لهم { يَنظُرُونَ } نحو النار { مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ } أي: بنظرة حفية من تحت الأهداب بلا تحريك الأجفان من كمال رعبهم وخشيتهم منها، كنظر من يؤمر بقتله إلى سيف الجلاد.

{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } حين رأوا أعداءهم معذبين: { إِنَّ ٱلْخَاسِرِينَ } المسرفين المفسدين { ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنفُسَهُمْ } بالظلم والضلال { وَأَهْلِيهِمْ } بالضد والإضلال، لذلك استحقوا العذاب المخلد { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } والنكال المؤبد فيها { أَلاَ } أي: تنبهوا أيها الأظلال المستظلون تحت لواء العدالة الإلهية { إِنَّ ٱلظَّالِمِينَ } الخارجين عن مقتضاها بإغواء الغوائل الإمكانية التسويلات الشيطانية { فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ } [الشورى: 45] وعقاب دائم أليم.

{ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنْ أَوْلِيَآءَ يَنصُرُونَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ } وينقذونهم من عذابه، والحال أنه قد أضلهم الله بمقتضى قهره وجلاله { وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ } المنتقم الغيور { فَمَا لَهُ مِن سَبِيلٍ } [الشورى: 46] إلى الهداية والنجاة من وبال ما يترتب على الغي والضلال.