الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ لاَ جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِيۤ إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي ٱلدُّنْيَا وَلاَ فِي ٱلآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَآ إِلَى ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱلْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ } * { فَسَتَذْكُرُونَ مَآ أَقُولُ لَكُـمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِيۤ إِلَى ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ بَصِيرٌ بِٱلْعِبَادِ } * { فَوقَاهُ ٱللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَـرُواْ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوۤءُ ٱلْعَذَابِ } * { ٱلنَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدْخِلُوۤاْ آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ ٱلْعَذَابِ }

{ لاَ جَرَمَ } أي: حق وثبت { أَنَّمَا تَدْعُونَنِيۤ إِلَيْهِ } وتمدونني نحوه { لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ } أي: لا يتأتى منه الدعوة والهداية والإرشاد، ولا { فِي ٱلدُّنْيَا وَلاَ فِي ٱلآخِرَةِ } إذ لا يتيسر للجمادات دعوة الإنسان وتكميله مطلقاً، { وَ } بعدما انقضى أمر آلهتكم وعدم لياقتهم بالألوهية والربوبية، ظهر { أَنَّ مَرَدَّنَآ } ومرجعنا؛ يعني: أنا وأنتم وسائر العباد والمظاهر عموماً { إِلَى ٱللَّهِ } الواحد الأحد الصمد الحقيق بالحقية، بلا توهم الشركة والنزاع رجوع الأظلال إلى الأضواء، والأمواج إلى الماء { وَ } ظهر أيضاً { ٱلْمُسْرِفِينَ } الخائضين في توحيده سبحانه بالهذيانات التي تركبها أوهامهم وخيالاتهم، بلا تأييد من وحي إلهي وعقلي فطري { هُمْ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ } [غافر: 43] ملازموها وملاصقوها أبد الآباد.

{ فَسَتَذْكُرُونَ } أيها الممكرون الممقوتون حين تعاينون وتدخلون النار { مَآ أَقُولُ لَكُـمْ } على وجه النصح من شأن العذاب الموعود لكم في النشأة الأخرى، وبعدما سمعوا من الوعيدات الهائلة، أضمروا في نفوسهم عداوته والإنكار عليه، وقصدوا مقته { وَ } لما تفرس منهم السوء، قال مسترجعاً إلى الله متوكلا نحوه: { أُفَوِّضُ أَمْرِيۤ } أي: حفظي وحصانتي عن شروركم { إِلَى ٱللَّهِ } المراقب على محافظة عباده المتوكلين عليه، المتوجهين نحو جنابه، يكفي بلطفه مؤنة شروركم عني وإساءتكم عليَّ { إِنَّ ٱللَّهَ } القادر العليم { بَصِيرٌ بِٱلْعِبَادِ } [غافر: 44] الخُلَّص، ما في ضمائرهم من الإخلاص والاختصاص.

قيل: فرَّ منهم إلى جبل، فأرسل فرعون جماعته لطلبه، فلحقوه وهو في الصلاة والوحوش حوله صافين حافين، يحرسون عما يضره، فلم يظفروا عليه، فرجعوا خائبين فقتلهم.

وبالجملة: { فَوقَاهُ ٱللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَـرُواْ } أي: حفظه الله الرقيب عليه من شدائد مكرهم وإساءتهم عليه { وَحَاقَ } وأحاط { بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوۤءُ ٱلْعَذَابِ } [غافر: 45] النازل إليهم من عند الله العزيز الغيور.

وهي: { ٱلنَّارُ } لتعذيب أصحاب الشقاوة الأزلية الأبدية، ولهذا { يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا } أي: فرعون وآله على النار حال كونهم في برزخ القبر { غُدُوّاً وَعَشِيّاً } دائماً في جميع الأزمان قبل انقراض النشأة الأولى { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ } يحشرون من قبورهم صرعى مبهوتين، قيل لهم من قِبل الحق بلا كشف وتفتش عن حالهم: { أَدْخِلُوۤاْ } يا { آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ ٱلْعَذَابِ } [غافر: 46] أي: أفزعه وأخلده، أو قيل للملائكة الموكلين عليهم لتعذيبهم: أدخلوا آل فرعون أشد العذاب وأسوأ النكال والوبال، وهو تخليدهم في نار القطيعة على القرائتين.