الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } * { إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُواْ سَاحِرٌ كَـذَّابٌ } * { فَلَمَّا جَآءَهُمْ بِٱلْحَقِّ مِنْ عِندِنَا قَالُواْ ٱقْتُلُوۤاْ أَبْنَآءَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ وَٱسْتَحْيُواْ نِسَآءَهُمْ وَمَا كَـيْدُ ٱلْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ } * { وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِيۤ أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّيۤ أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُـمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي ٱلأَرْضِ ٱلْفَسَادَ }

{ وَ } اذكر يا أكمل الرسل { لَقَدْ أَرْسَلْنَا } من مقام جودنا أخاك { مُوسَىٰ } الكليم { بِآيَاتِنَا } الدالة على كمال قدرتنا { وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } [غافر: 23] أي: حجة واضحة دالة على صدقه في رسالته ودعوته.

{ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ } الطاغي الذي بالغ في العتو والعناد، حيث تفوه بـ " أنا ركبم الأعلى " { وَهَامَانَ } المصدق لطغيانه، المعاون على عتوه وعدوانه { وَقَارُونَ } المباهي بالثروة والغنى، وبعدما بلغ إليهم الدعوة، وأظهر عليهم المعجزة { فَقَالُواْ } بلا تردد وتأمل فيما سمعوا وشاهدوا منهم: ما هذا المدعي إلا { سَاحِرٌ } في بينته { كَـذَّابٌ } [غافر: 24] في دعوته؛ أي: فاجؤوا على التكذيب والإنكار بلا مبالاة به وبشأنه، بمقتضى ما هم عليه من العتو والاستكبار.

{ فَلَمَّا جَآءَهُمْ } موسى ملتبساً { بِٱلْحَقِّ } مؤبداً { مِنْ عِندِنَا } وآمن له بنو إسرائيل حين عاينوا منه الآيات الكبرى والمعجزات العظمى { قَالُواْ } يعني: فرعون أصالة، وملؤه تعباً لأعوانهم وأتباعهم: { ٱقْتُلُوۤاْ أَبْنَآءَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ } يعني: أعيدوا على بني إسرائيل الزجر الشنيع الذي أنتم تفعلون معهم من قبل { وَٱسْتَحْيُواْ نِسَآءَهُمْ } للزواج والوقاع، تعييراً عليهم وتضعيفاً لهم؛ يعني: هم قصدوا المكر والمقت على أولئك المؤمنين بقولهم هذا { وَ } ما يظن أنهم ممكورون وممقوتون؛ إذ { مَا كَـيْدُ ٱلْكَافِرِينَ } ومكرهم حيث كادوا ومكروا { إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ } [غافر: 25] أي: هلاك وبوار على أهل الحق، لذلك لم ينالوا على ما قصدوا، بل عاد عليهم، ولحق بهم أضعاف ما قصدوا إياهم، ومكروا لأجلهم.

{ وَ } بعدما ظهر أمر موسى الكليم وعلا قدره، وانتشر بين الناس حجته وبرهانه { قَالَ فِرْعَوْنُ } لملئه الذين قالوا له حين غلب موسى على السحرة، وقصد فرعون قتله فمنعه الملأ عن قتله، حتى لا يظهر بين الناس مغلوبيته من مسى، مع أنه ادعى الألوهية لنفسه: { ذَرُونِيۤ } أي: ارتكوني على حالي، أنا { أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ } أي: يمنعني عن قتله، أو يهلكني لأجله؛ يعني: لا أبالي به وبربه، بل { إِنِّيۤ أَخَافُ } عليكم لو لم أقتله { أَن يُبَدِّلَ دِينَكُـمْ } وانقيادكم على سحره { أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي ٱلأَرْضِ ٱلْفَسَادَ } [غافر: 26] أي: النهب والغارة في أطراف المملكة وأكناف البلاد، وإن لم يقدر على تغيير دينكم وعقائدكم.