الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُواْ قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوۤاْ إِلَى ٱلْفِتْنِةِ أُرْكِسُواْ فِيِهَا فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوۤاْ إِلَيْكُمُ ٱلسَّلَمَ وَيَكُفُّوۤاْ أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَٱقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُوْلَـٰئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً } * { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَئاً وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَئاً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَٰقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىۤ أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ ٱللَّهِ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً }

{ سَتَجِدُونَ آخَرِينَ } من الكفار { يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ } بإظهار الهدنة والمحبة والاستسلام { وَيَأْمَنُواْ قَوْمَهُمْ } عن شركم وقتالكم، هم أعداء لكم لا تغفلوا عنهم وعن هجومهم بغتة؛ إذ هم { كُلَّ مَا رُدُّوۤاْ إِلَى ٱلْفِتْنِةِ } إلى الكفر والعداوة { أُرْكِسُواْ فِيِهَا } وعادوا إليها وصاروا على ما كانوا، بل أشد منه { فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ } إظهاراً لودادتكم { وَيُلْقُوۤاْ إِلَيْكُمُ ٱلسَّلَمَ } تخديعاً وتأميناً { وَيَكُفُّوۤاْ أَيْدِيَهُمْ } عن قتالكم تغريراً لكم حتى يتهيئوا أسبابهم { فَخُذُوهُمْ } وأسروهم { وَٱقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ } حيث وجدتموهم في داركم أو دارهم { وَأُوْلَـٰئِكُمْ } المغرورون بخداعهم { جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ } على أخذهم وقتلهم { سُلْطَاناً مُّبِيناً } [النساء: 91] حجة واضحة، فعليكم ألاَّ تعبئوا بدعواهم، ولا تغتروا بصلحهم وكفهم، وإلقائهم السلم؛ إذ هم من غاية بغضهم معكم يريدون أن يخدعوكم وينتهزوا الفرصة لمقتكم.

{ وَمَا كَانَ } أي: ما صح وجاز { لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَئاً } لا قصداً واختياراً مطلقاً { وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَئاً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ } أي: لزم عليه شرعاً تحرير رقبة متصفة بالإيمان، محكومة به؛ ليكون كفارة مسقطة لحق الله { وَ } لزم عليه أيضاً { دِيَةٌ } كاملة { مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ } ورثته الذين يرثون منه حفظاً لحقوقهم، وجبراً لما انكسر من قلوبهم { إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ } أي: يسقطوا حقوقهم متصدقين { فَإِن كَانَ } المقتول { مِن } عداد { قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ } عداوة بينة { وَهُوَ } أي: المقتول { مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ } أي: فالواجب على القاتل تحرير رقبة مؤمنة فقط، إذ لا مواساة مع أهله، ولا وراثة لهم منه { وَإِن كَانَ } المؤمن المقتول { مِن قَوْمٍ } ذوي ذمة { بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ } عهد وثيق { فَدِيَةٌ } أي: فاللازم حينئذ دية كاملة { مُّسَلَّمَةٌ إِلَىۤ أَهْلِهِ } حفظاً للميثاق ومواساة معهم رجاء أن يؤمنوا؛ إذ سر المواثيق والعهود الواقعة بين أهل الإيمان والكفر إنما هو المواسة والمداراة معهم ملاطفة؛ رجاء أن يرغبوا بالإيما طوعاً { وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ } لإسقاط حق الله وجبر ما انكسر من حدوده { فَمَن لَّمْ يَجِدْ } رقبة مملوكة ولا ما يتوصل به إلأيها { فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ } فعليه أن يصوم شهرين كاملين على التوالي بلا فصل كسراً لما جرأه على هذا الخطأ، وليكون { تَوْبَةً } مقبولة عند الله مكفرة لخطئه ناشئة { مِّنَ } خوف { ٱللَّهِ } وخشيته لاجترائه على تخريب بيته { وَكَانَ ٱللَّهُ } المطلع بصمائر عباده { عَلِيماً } بحاله وقت إنابته ورجوعه { حَكِيماً } [النساء: 92] فيما أمره وحكم عليه لإزالة ما عليه وما صدر عنه.