الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَإِذَا جَآءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ ٱلأَمْنِ أَوِ ٱلْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُوْلِي ٱلأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ ٱلشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً } * { فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ ٱلْمُؤْمِنِينَ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَٱللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنكِيلاً } * { مَّن يَشْفَعْ شَفَٰعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَٰعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتاً }

{ وَ } من ضعفه المسلمين قوم { إِذَا جَآءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ } موجبات { ٱلأَمْنِ أَوِ ٱلْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ } أي: فشوه ونشروه سواء كان واقعاً أما أراجيف، ولحق للمسلمين بسبب تلك الإذاعة والأشاعة ما لايليق بهم { وَلَوْ } أنهم حين سمعوا الخبر { رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُوْلِي ٱلأَمْرِ } أصحاب الرأي والتدبير { مِنْهُمْ } ليتأملوا فيه ويتبصروا { لَعَلِمَهُ } واستخرجه البتة المجتهدون { ٱلَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ } وأمثاله { مِنْهُمْ } وجهاً موجباً للإفشاء أو الإسرار، ولا تغتروا أيها المؤمنون بعقولكم، ولا تستبدوا برأيكم { وَ } اعلموا أنه { لَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ } بإرسال الرسول فيكم، وإنزال الكتب علكيم { وَرَحْمَتُهُ } الشاملة بكم بتوفيقكم على الإيمان، ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم { لاَتَّبَعْتُمُ } بأجمعكم { ٱلشَّيْطَانَ } المضل عن طريق الحق { إِلاَّ قَلِيلاً } [النساء: 83] منكم، وهم الذين استثناهم الله سبحانه في سابق عمله تفضلاً عليهم وامتناناً، وإن انصرفوا عنك بالمرة وانتشروا من حولك.

{ فَقَاتِلْ } بنفسك يا أكمل الرسل { فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } إذ { لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ } ولا تحمل أعباء الرسالة إلا عليك، فعليك أن تشعر ذيلك لأمر الجهاد، لا تبال بإعانتهم وانتصارهم، ولا بتقاعدهم وانتشارهم، فإن الله ناصرك ومعينك لا الجنود { وَحَرِّضِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } أي: رغبهم على القتال؛ إذ ما عليك في شأنهم إلا الترغيب والتبليغ سواء قبلوا أو لم يقبلوا، ولا تخف من كثرة المشركين وعظم شركهم { عَسَى ٱللَّهُ أَن يَكُفَّ } أي: يمحو عن قبلك { بَأْسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } يعني: قريشاً { وَٱللَّهُ } المنتقم المقتدر بالقوة التامة الكاملة { أَشَدُّ بَأْساً } مهابة { وَأَشَدُّ تَنكِيلاً } [النساء: 84] تعذيباً من هؤلاء الغواة الطغاة، يكفيك مؤونة شرورهم عن قريب، وقد كفاه بأن ألقى في قلوبهم الرعب، فرجعوا خائبين خاسرين.

{ مَّن يَشْفَعْ شَفَٰعَةً حَسَنَةً } يراعي بها حق الله وحقوق عباده، ويرغبهم بها على الخير، ويبعدهم عن الشر، خالصاً لرضا الله بلا تغرير لنفسه وجلب نفع لها، أو دفع ضر عنها { يَكُنْ لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا } من ثواب الشفاعة التي تسبب لها، والدعاء الخير للأخ المسلم من هذا القبيل، قال عليه السلام: " من دعا لأخيه المسلم بظهر الغيب استجيب له، وقال الملك: ولك مثل ذلك " { وَمَن يَشْفَعْ شَفَٰعَةً سَيِّئَةً } يحمل بها إلى ارتكاب محرم، أو يوقعهم في فتنة وبلية { يَكُنْ لَّهُ } أيضاً { كِفْلٌ } نصيب { مِّنْهَا } من أوزارها وآثامها المترتبة عليها مثل فاعلها بل أزيد { وَكَانَ ٱللَّهُ } المجازي لعباه { عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ } من الحسنة والسيئة { مُّقِيتاً } [النساء: 85] مقتدراً على جزاء كل منهما فضلاً وعدلاً.