الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَـٰئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّينَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقاً } * { ذٰلِكَ ٱلْفَضْلُ مِنَ ٱللَّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ عَلِيماً } * { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَٱنفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ ٱنْفِرُواْ جَمِيعاً } * { وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَٰبَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَّعَهُمْ شَهِيداً } * { وَلَئِنْ أَصَٰبَكُمْ فَضْلٌ مِنَ الله لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يٰلَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً }

{ وَ } واعلموا أيها المؤمنون { مَن يُطِعِ ٱللَّهَ } حق إطاعته { وَ } حق إطاعته أن يطيعوا { ٱلرَّسُولَ } المستخلف منه { فَأُوْلَـٰئِكَ } المطيعون لله ولرسوله مصاحبون { مَعَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّينَ } الذين يجمعون بين مرتبتي الكمال والتكميل، الفائزون بمقام الكشف والشهود، لا يرون غير الله في الوجود، ولذلك يدبرون الظاهر والباطن { وَٱلصِّدِّيقِينَ } وهم الذين يصلون إلى مقام المشاهدة، ويتحيرون بمطالعة وجه الله الكريم إلى حيث لا يلتفتون إلى الكمال والتكميل، بل يهيمون ويستغرقون { وَٱلشُّهَدَآءِ } وهم الذين يرفعون مزاحمة هويتهم عن البين مطلقاً { وَٱلصَّالِحِينَ } وهم الذين يستعدون نفوسهم لنقصان المراتب السابقة، ويترصدون لها إيماناً واحتساباً { وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ } المقربون المجتهدون في طريق التوحيد مقدورهم { رَفِيقاً } [النساء: 69] شفيقاً للساكنين المتوجهين نحوه.

{ ذٰلِكَ ٱلْفَضْلُ } والهداية والرفاقة مع هؤلاء العظماء وللإنعام تفضلاً { مِنَ ٱللَّهِ } وامتناناً منه لا صنع للعبد فيه، ولا علم لأحد في كيفيته وكيمته { وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ عَلِيماً } [النساء: 70] في مقدوراته وهوهوبته.

هب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.

ومن أجلّ أسباب المرافقة مع هؤلاء المقربين: الجهاد؛ لذلك أمرهم سبحانه بتهيئة أسبابه ليتهيئوا له، فقال منادياً اهتماماً لشأنه: { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ } مقتضى إيمانكم ترويج دينكم، ونصرة نبيكم { خُذُواْ حِذْرَكُمْ } أي: عدتكم التي بها تحذرون عن العدو واستعدوا للقتال، وبعدما تم استعدادكم { فَٱنفِرُواْ } اخرجوا قبل العدو { ثُبَاتٍ } فرقة بعد فرقة { أَوِ ٱنْفِرُواْ جَمِيعاً } [النساء: 71] مجتمعين مختلطين؛ لأنه أدخل في المهابة.

{ وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ } أي: وإن أناساً منكم والله ليتكاسلن، ويتثاقلن لنفاقهم ومرض قلوبهم { فَإِنْ أَصَٰبَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ } قتل وهزيمة { قَالَ } المنافق المتكاسل { قَدْ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيَّ } بسبب هذا البطء والتأخير { إِذْ لَمْ أَكُنْ مَّعَهُمْ شَهِيداً } النساء: 72] حاضراً فيصيبني ما أصابهم.

{ وَلَئِنْ أَصَٰبَكُمْ فَضْلٌ مِنَ الله لَيَقُولَنَّ } متمنياً من فرط تحسره وتحسده بكم { كَأَن لَّمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ } أي: كتحسر الأعداء للأعداء: { يٰلَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً } [النساء: 73] مثل ما فازوا.

وإن أبطأ المنافقون في أمر القتال، وتكاسلوا نفاقاً.