الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْيَتَٰمَىٰ وَٱلْمَسَٰكِينِ وَٱلْجَارِ ذِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْجَارِ ٱلْجُنُبِ وَٱلصَّاحِبِ بِٱلجَنْبِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَٰنُكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً } * { ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَآ آتَاهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً }

{ وَ } بعدما هذبتم ظواهركم أيها المؤمنون بهذه الأخلاق { ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ } الموحد في ذاته ووجوده، المستقل في أفعاله وآثاره المترتبة على أوصافه الذاتية { وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً } من مصنوعاته؛ أي: لا تثبتوا الوجود والأثر لغيره؛ إذ الأغيار مطلقاً معدومة في أنفسها مستهلكة في ذاته سبحانه { وَ } افعلوا { بِٱلْوَٰلِدَيْنِ } اللذين هما سبب ظهوركم عادة { إِحْسَاناً } قولاً وفعلاً { وَ } أيضاً { بِذِي ٱلْقُرْبَىٰ } المنتمين إليهما بواستطهما { وَ } أيضاً { ٱلْيَتَٰمَىٰ } الذين لا متعهد لهم من الرجال { وَٱلْمَسَٰكِينِ } الذين أسكنهم الفقر في زاوية الهوان { وَٱلْجَارِ ذِي ٱلْقُرْبَىٰ } هم الذين لهم قرابة جوار بحيث يقع الملاقاة في كل يوم مرتين { وَٱلْجَارِ ٱلْجُنُبِ } هم الذين لهم بعد جوار، بحث لا يقع التلاقي إلا بعد يوم أو يومين أو ثلاثة.

{ وَ } عليكم رعاية { ٱلصَّاحِبِ بِٱلجَنْبِ } أي: الذي معكم وفي جنبكم في السراء والضراء يصاحبكم ويعينكم { وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ } المتباعدين عن الأهل والواطن لمصالح دينية، مثل طلب العلم وصلة الرحم وحج البيت وغير ذلك { وَ } أيضاً من أهم المأمورات لكم رعاية { مَا مَلَكَتْ أَيْمَٰنُكُمْ } من العبيد والإماء والحيوانات المسنوبة إليكم، وعليكم ألاَّ تتكبروا على هؤلاء المستحقين حين الإحسان، ولا تتفوقوا عليهم بالامتنان { إِنَّ ٱللَّهَ } المتعزز برداء العظمة والكبرياء { لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً } متكبراً يمشي على الناس خيلاء { فَخُوراً } [النساء: 36] بفضله وماله أو نسبه.

وهم: { ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ } من أموالهم التي استخلفهم الله عليها، معليين بأنا لم نجد فقيراً متديناً يستحق الصدقة { وَ } مع بخلهم في أنفسهم { يَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ } أيضاً { بِٱلْبُخْلِ } لئلا يلحق العار عليهم خاصة { وَ } مع ذلك { يَكْتُمُونَ } من الحكام والعملة { مَآ آتَاهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ } من الأموال؛ خوفاً من إخراج الزكاة والصدقات، ومن عظم جرم هؤلاء الخيلاء البخلاء أسند سبحانه انتقامهم إلى نفسه غير الأسلوب، فقال: { وَأَعْتَدْنَا } أي: هيأنا من غاية قهرنا وانتقامنا { لِلْكَافِرِينَ } لنعمنا كفراناً ناشئاً عن محض النفاق والشقاق { عَذَاباً } طرداً وحرماناً مؤلماً، وتخذيلاً وإذلالاً { مُّهِيناً } [النساء: 37].