الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ إِنَّآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ كَمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ نُوحٍ وَٱلنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَٱلأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً } * { وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيماً } * { رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ ٱلرُّسُلِ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً }

{ إِنَّآ أَوْحَيْنَآ } من مقام جودنا { إِلَيْكَ } يا أكمل الرسل الكتاب الجامع لجميع ما في الكتب السالفة على الوجه الأبلغ، الأبيَّن لطريق التوحيد { كَمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ نُوحٍ } صحفاً مبينة لطريق التوحيد والتنزيه؛ قدم لكونه أول من أُنزل إليه الكتاب، وأقدم من سائر الأنبياء { وَ } أوحينا أيضاً بعد نوح إلى { ٱلنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ } ما يبنون به طريق الحق من الكتب والصحف { وَأَوْحَيْنَآ } خصوصاً { إِلَىٰ } آبائك { إِبْرَاهِيمَ } المتخلف بأخلاقه الإلهية، المتحقق بمقام الخلفة { وَإِسْمَاعِيلَ } المتمكن بمقام الرضا والتسليم.

{ وَإسْحَاقَ } المترقب، المتوجه إلى الحق من كل صورة وشكل؛ لتحققه بمقام التوحيد { وَيَعْقُوبَ } المتوجه إلى الله في السراء والضراء؛ لتحققه في مقام التفويض { وَٱلأَسْبَاطِ } المتوجهين إلى الله في جميع حالاتهم، منهم: يوسف المترقي من الصور الخيالية إلى الأمور العينية والغيبية لصفاء ظاهره وباطنه عن الكدورات البشرية { وَعِيسَىٰ } المؤثر في العلم بالتأثيرات الإلهيات والنفسات الرحمانية؛ لاضمحلال ناسوتيته في لاهوتيه الحق { وَأَيُّوبَ } المتحقق في مقام الصبر والرضا بما جرى عليه من القضاء؛ لتحققه بمقام العبودية { وَيُونُسَ } المتحقق في مقام الخوف والرجاء مع الله.

{ وَهَارُونَ } المتمكن في مرتبة الأمانة والديانة واطمئنان النفس { وَسُلَيْمَانَ } الجامع لجميع مراتب عالم الشهادة؛ لتحققه في مقام البسطة والاستيلاء { وَآتَيْنَا } من فضلنا وجودنا { دَاوُودَ } المتحقق بمقام الحكمة المتقضية للتدبيرات الواقعة بين مراتب الإلهية { زَبُوراً } [النساء: 163] يفصل به بين الحق والباطل و الخطأ والصواب.

{ وَ } كما أرسلنا هؤلاء المذكورين، أرسلنا أيضاً { رُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ } في كتابك { مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَ } كمل أمر الوحي في موسى؛ إذ { كَلَّمَ ٱللَّهُ } المرسل للرسل، المنزل للكتب { مُوسَىٰ } المتحقق بمقام القرب والوصول { تَكْلِيماً } [النساء: 164] لا يدرك كيفيته، ولا يكتنه لميته.

وإنما أرسلنا { رُّسُلاً } وأنزلنا معهم كتباً؛ ليكونوا { مُّبَشِّرِينَ } للناس بالتوحيد وسائر المأمورات الواردة في طريقه، المؤدية إليه { وَمُنذِرِينَ } لهم عن الشرك المنافي له وعن جميع المحرمات المفضية إليه { لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ } المجبولين على الجدال والنزاع { عَلَى ٱللَّهِ } المنزه عن المجادلة والمراء { حُجَّةٌ } متمسك وغلبة حين أخذهم بالانتقام يوم الجزاء إذ لا يبقى لهم مجادلة ومرءا { بَعْدَ } إرسال { ٱلرُّسُلِ } لإهدائهم إلى طريق الحق وسبيل التوحيد مع كونهم مؤيدين بإنزال الكتب من عنده { وَكَانَ ٱللَّهُ } المستقل في الألوهية { عَزِيزاً } غالباً في أوامره ونواهيه { حَكِيماً } [النساء: 165] في تدبيراته المتعلقة بها.