الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ ٱلْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ للَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً } * { إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ فِي ٱلدَّرْكِ ٱلأَسْفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً } * { إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَٱعْتَصَمُواْ بِٱللَّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ للَّهِ فَأُوْلَـٰئِكَ مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً } * { مَّا يَفْعَلُ ٱللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ ٱللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً }

{ يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } مقتضى إيمانكم { لاَ تَتَّخِذُواْ ٱلْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ } بصنيعكم هذا { أَن تَجْعَلُواْ للَّهِ } المحاسب، المجازي لأعمال عباده { عَلَيْكُمْ } أيها المتخذون { سُلْطَاناً مُّبِيناً } [النساء: 144] حجة واضحة على كفركم ونفاقكم؛ إذ من فعلكم هذا يلوح أثر النفاق والشقاق مع المؤمنين، فعليكم ألاَّ تصحبوهم، ولا تتخذوهم أولياء، سيما بعد ورود النهي، حتى لا تلحقوا بهم، ولا تحشروا في زمرتهم.

{ إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ } المصرين على النفاق { فِي ٱلدَّرْكِ ٱلأَسْفَلِ } والمرتبة الأرذل، الأذل { مِنَ ٱلنَّارِ } المعدّ لجزاء العصاة، الطغاة، الضالين عن طريق الحق وصرطه المستقيم { وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً } [النساء: 145] يشفعه لهمن وينجيهم منها.

{ إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ } وندموا عمَّا جرى عليهم من النفاق { وَأَصْلَحُواْ } بالتوبة ما أفسدوا بالنفاق من شعائر الإيمان والإسلام { وَٱعْتَصَمُواْ بِٱللَّهِ } وفضله ولطفه حين رجعوا إليه، وتوجهوا نحوه { وَ } بعدما تابوا واعتصموا بالله { أَخْلَصُواْ دِينَهُمْ } إطاعتهم وانقيادهم { للَّهِ } المنزه عن الشريك والنظير، المقدس عن المشير والظهير، ليس كثمله شيء، وهو السميع البصير { فَأُوْلَـٰئِكَ } السعداء، المقبولون عند الله { مَعَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } في روح الله وكنف لطفه ورحمته { وَسَوْفَ يُؤْتِ ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ } في يوم الجزاء { أَجْراً عَظِيماً } [النساء: 146] هو الفو بشرف اللقاء.

{ مَّا يَفْعَلُ ٱللَّهُ } المتجلي في الآفاق بالاستحقاق { بِعَذَابِكُمْ } طردكم وحرمانكم { إِن شَكَرْتُمْ } تحققتم بظهوره في هوياتكم الباطلة، وأسندتم ما صدر وظهر منكم إليه أصالةً واستقلالاً { وَآمَنْتُمْ } عرفتم توحيده، واعترفتم به { وَ } متى فنيتم في هوية الحق { كَانَ ٱللَّهُ } بذاته { شَاكِراً } لنعمه { عَلِيماً } [النساء: 147] بنفسه ولقد أحسن من قال:
لقد كنت دهراً قبل أن يكشف الغطاء   أخال بإني شاكر لك ذاكر
فلما أضاء الليل أصبحت شاهداً   بأنك مذكور وذكر وذاكر