الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً وَعْدَ ٱللَّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلاً } * { لَّيْسَ بِأَمَـٰنِيِّكُمْ وَلاۤ أَمَانِيِّ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوۤءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً }

{ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بولاية الله وتوحيده { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } على مقتضى ما أمر الله ويسره { سَنُدْخِلُهُمْ } من فضلنا { جَنَّاتٍ } متنزهات من العلم والعين والحق { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ } أنهار الحقائق والمعارف والكشوفات والشهودات المتجددة بتجددات التجليات المترتبة على الأسماء والصفات الإلهية { خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً } على هذا المنوال { وَعْدَ ٱللَّهِ } الذي وعده لخلص عباده { حَقّاً } ثابتاً في علمه الحضوري قبل خلقهم بمدة لا يعرفها إلا هو، فعليكم أيها المؤمنون أن تصدقوا وعده الثابت عنده { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلاً } [النساء: 122] فيصدقوه ويثقوا به.

واعلموا أن ما ينالكم، ويصل إليكم مما وعد لكم ربكم { لَّيْسَ } وصوله وحصوله { بِأَمَـٰنِيِّكُمْ } أي: بمجرد أماني بلا قدم وسلوك { وَلاۤ أَمَانِيِّ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ } أي: ليس ما ييصل إليهم بأمانيههم، فلا تخالفوا، وتنازعوا معهم، بل الأمور كلها إنما هي بمتقضى فضل الله وعدله وحسب توفيقه وتيسيره، وبالجملة: { مَن يَعْمَلْ } منكم ومنهم { سُوۤءًا } بسوء به نفسه وغيره { يُجْزَ بِهِ } على مقتضى عدل الله عاجلاً وآجلاً { وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّاً } ينقذه من عذاب الله { وَلاَ نَصِيراً } [النساء: 123] يحمل بعض عذابه تخفيفاً له.