الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ فَإِذَا قَضَيْتُمُ ٱلصَّلَٰوةَ فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ فَإِذَا ٱطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَٰوةَ إِنَّ ٱلصَّلَٰوةَ كَانَتْ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ كِتَٰباً مَّوْقُوتاً } * { وَلاَ تَهِنُواْ فِي ٱبْتِغَآءِ ٱلْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً } * { إِنَّآ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ بِمَآ أَرَاكَ ٱللَّهُ وَلاَ تَكُنْ لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً }

{ فَإِذَا قَضَيْتُمُ ٱلصَّلَٰوةَ } عند الخوف على الوجه المأمور { فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ } بعد الفراغ منها { قِيَاماً } قائمين { وَقُعُوداً } قاعدين { وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ } مضطجعين؛ جبراً لما فوتم من أركانها وأبعاضها وآدابها حالة اضطرابكم { فَإِذَا ٱطْمَأْنَنتُمْ } وزال خوفكم وارتفع رعبكم { فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَٰوةَ } وأتموها وأدوها، مراعين جميع شرائطها وآدابها، محافظين عليها، مهتمين { إِنَّ ٱلصَّلَٰوةَ } المقربة لكم إلى ربكم { كَانَتْ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ } الموقنين بوحدانية الله المتوجهين نحو فردانيته بجميع الأعضاء والجوارح { كِتَٰباً مَّوْقُوتاً } [النساء: 103] فرضاً موقتاً محدوداً، لازم الأداء لكل مكلف جبل على نشأة التوحيد.

{ وَلاَ تَهِنُواْ } ولا تضعفوا { فِي ٱبْتِغَآءِ ٱلْقَوْمِ } أي: في وقت طلب الكفار قتالكم، إذ هم مثلكم { إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ } أيضاً { فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَ } فائدة القتال وربحه عائد بكم؛ إذ { تَرْجُونَ مِنَ } فضل { ٱللَّهِ } لانتصاره وإعلا كلمته { مَا لاَ يَرْجُونَ } فما لكم تضعفون وتجنبون عنه { وَكَانَ ٱللَّهُ } الموفق لكم على القتال والأمر به { عَلِيماً } بقوتكم ومقاومتكم { حَكِيماً } [النساء: 104] فيما أمركم ونهى عنكم؟ فاتخذوه سبحانه وقاية لأنفسكم، وفوضوا أموركم كلها إليه، وامتثلوا لجميع ما أمر طائعين راغبين.

{ إِنَّآ أَنْزَلْنَا } من مقام جودنا وإحساننا { إِلَيْكَ } يا أكمل الرسل { ٱلْكِتَابَ } الفارق بين الحق والباطل متلبساً بالحق الصريح { بِٱلْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ } بالعدل الذي هو صراط الله الأعدل الأقوم خصوصاً { بِمَآ أَرَاكَ ٱللَّهُ } أي: عرفك وأوصاك به { وَلاَ تَكُنْ لِّلْخَآئِنِينَ } أي: لأجلهم وعاية جانبهم { خَصِيماً } [النساء: 105] لأهل البراءة.