{ وَ } بعد ذلك { سِيقَ } سوق البهائم إلى المسلخ { ٱلَّذِينَ كَـفَرُوۤاْ } بالإعراض عن الحق وأهله { إِلَىٰ جَهَنَّمَ } الطرد والخذلان { زُمَراً } فوجاً بعد فوج، وطائفة إثر طائفة { حَتَّىٰ إِذَا جَآءُوهَا } يعني: جنهم { فُتِحَتْ } لهم { أَبْوَابُهَا } أي: أبواب النيران المعدة لأهل الكفر والطغيان على تفاوت طبقاتهم فيه، { وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَآ } حينئذ على سبيل التوبيخ والتقريع: { أَلَمْ يَأْتِكُمْ } أيها الضالون المستحقون لهذا الوبال والنكال { رُسُلٌ مِّنكُمْ } أي: من بني نوعكم مبعوثون إليكم من قبل الحق { يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ } أي: دلائل توحيده، وكمال قدرته على أنواع الإنعام والانتقام { وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَـآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا } أي: يخوفونكم عن لقاء هذا اليوم الذي تدخلون فيه النار بأنواع الخيبة والخسران؟. وبعدما سمعوا منهم ما سمعوا { قَالُواْ } متحسرين متأوهين: { بَلَىٰ } قد جاءت إلينا رسل ربنا بالحق، وتلوا علينا آياته المشتملة على أنواع الإنذار والنذير { وَلَـٰكِنْ } لم يفد بنا إنذارهم وتبشيرهم؛ إذ { حَقَّتْ } أي: صدرت وثبتت منه سبحانه في سباق قضائه وحضرة علمه حتماً { كَلِمَةُ ٱلْعَذَابِ } وهي قوله:{ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ } [هود: 119] { عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } [الزمر: 71] المعرضين عن الحق وآياته، وعن من بلغها إليهم بإذنه، لذلك أعرضنا عنها وعنهم، فوجبت لنا النار. وبالجملة: أتوا بالعذر وما ينفعهم بل { قِيلَ } لهم من قبل الحق: { ٱدْخُلُوۤاْ } أيها الضالون المجرمون { أَبْوَابَ جَهَنَّمَ } أي: كل فرقة منهم بباب يخصها في سابق القضاء، وكونوا { خَالِدِينَ فِيهَا } لا نجاة لكم منها { فَبِئْسَ مَثْوَى ٱلْمُتَكَـبِّرِينَ } [الزمر: 72] أي: الكافرين المستكبرين وأهله جهنم الخذلان وجحيم الحرمان والخسران، أعاذنا الله وعموم المؤمنين منها بفضله العظيم.