الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ فَنَبَذْنَاهُ بِٱلْعَرَآءِ وَهُوَ سَقِيمٌ } * { وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ } * { وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ } * { فَآمَنُواْ فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ } * { فَٱسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ ٱلْبَنَاتُ وَلَهُمُ ٱلْبَنُونَ } * { أَمْ خَلَقْنَا ٱلْمَلاَئِكَةَ إِنَاثاً وَهُمْ شَاهِدُونَ } * { أَلاَ إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ } * { وَلَدَ ٱللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } * { أَصْطَفَى ٱلْبَنَاتِ عَلَىٰ ٱلْبَنِينَ } * { مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ } * { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } * { أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ }

ولما كان من أهل التسبيح والتقديس، المنكشفين بوحدتنا واستقلالنا في شئوننا وتطوراتنا { فَنَبَذْنَاهُ } أي: طرحنا يونس { بِٱلْعَرَآءِ } أي: الساحل الخالي عن شيء يغطيه ويظله من شجرة وغيرها عناية منَّا إياه ونجاة له.

وذلك بأن ألهمنا الحوت أولاً حين سقوطه في البحر بالتقامه، فالتقمه بلا لحوق ضر له من الماء، ثم ألهمناه أن يخرج رأسه من الماء حتى يتنفس في بطنه، إلى أن بلغ الساحل.

قيل: كان في بطنه يوماً أو بعض يوم، وقيل: ثلاثة أيام، أوسبعة وعشرين، أو أربعين.

فلما بلغ الساحل أخرجه من بطنه، ولفظه الموج إلى الساحل العاري عن الظل، والشمس في غاية الحرارة { وَهُوَ } حينئذ { سَقِيمٌ } [الصافات: 145] ضعيف، صار بدنه كبدن الطفل حين ولد.

{ وَ } بعدما لم يكن له متعهد، وليس هناك مظلة ولا شيء يحفظه من الذباب { أَنبَتْنَا عَلَيْهِ } في الحال من كمال رحمتنا وعطفنا معه { شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ } [الصافات: 146] وهي: شجرة تنبسط على وجه الأرض، ولها أوراق عظام بلا ساق تقوم عليه - قيل: هي الدباء - فغطيناه بأورقها وربيناه بظلها؛ إذ ظلها من أكرم الأظلال وأحسنها هواء، وألهمنا أيضاً إلى وعلة - وهي المعز الوحشي - حتى جاءت عنده صباحاً ومساءً، وهو شرب لبنها، إلى أن قوي وقوَّم مزاجه على الوجه الذي كان.

{ وَ } بعدما ربيناه كذلك { أَرْسَلْنَاهُ } من مرة أخرى { إِلَىٰ مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ } [الصافات: 147] أي: الناظرون في بادئ النظر؛ يعني: حكم الناظر عليهم على التخمين والظن، فيقول: إنهم مائة ألف أو أكثر، وهؤلاء هم الذين قد هرب منهم أولاً، وهم أصحاب " نينوى " هي قرية من قرى الموصل.

{ فَآمَنُواْ } وقبلوا منه دعوته بعدما أُرسل إليهم ثانياً { فَمَتَّعْنَاهُمْ } مؤمنين مصدقين موحدين { إِلَىٰ حِينٍ } [الصافات: 148] أي: إلى انقضاء آجالهم.

ثم لما أثبت مشركو مكة - خذلهم الله - لله المنزه عن الأنداد والأشباه ولداً، بل أوضع الأولاد وأدناها، وهي الأنثى، ونسبوا الملائكة الذين هم من أشرف المخلوقات المنزهون عن لوازم الأجسام مطلقاً إلى الأنوثة، التي هي بمراحل عنها، حيث قالوا: إن الملائكة بنات الله، ولم يكن له ابن، وتمادوا على هذا إلى حيث اتخذوها مذهباً، وبالغوا في ترويجه.

ردَّ الله عليهم أبلغ وجه وآكده، حيث أمر حبيبه صلى الله عليه وسلم بالاستفتاء والاستفسار عن قولهم هذا، ونسبتهم هذه فقال: { فَٱسْتَفْتِهِمْ } ورسلهم؛ أي: كفار مكة يا أكمل الرسل، واستخبرهم على سبيل التوبيخ والتقريع { أَلِرَبِّكَ } أي: أيثبتون لربك الواحد الأحد الصمد، الذيلَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ } [الإخلاص: 3-4] { ٱلْبَنَاتُ } أي: أوضع الاولاد وأرادها { وَلَهُمُ } أي: لأنفسهم { ٱلْبَنُونَ } [الصافات: 149] تعالى سبحانه عما يقولون.

السابقالتالي
2