الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱلله قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَآءُ ٱللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } * { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ } * { فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلاَ إِلَىٰ أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ }

{ وَ } هم أيضاً من كمال قسوتهم وبغيهم أمثالكم { إِذَا قِيلَ لَهُمْ } إمحاضاً للنصح وتنبيهاً لهم على حض الخير: { أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱلله } من فواضل نعمكم إلى الفقراء الفاقدين لها؛ لتتصفوا بالكرم وتفوزوا بمرتبة الإيثار { قَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } وكذبوا منهم بآيات الله بعدما سمعوا الأمر الإلهي الوارد على الإنفاق من ألسن المؤمنين { لِلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } إلى المصدقين الممتثلين بأوامر الله ونواهيه إيماناً واحتساباً على سبيل الإنكار والاستبعاد: { أَنُطْعِمُ } أي: تأمروننا أيها الجاهلون الضالون أن نعطي ونطعم { مَن لَّوْ يَشَآءُ ٱللَّهُ } القادر المقتدر على إطعام عباده جملة { أَطْعَمَهُ } وبعدما لم يشأ مع قدرته لم يطعمهم، فأنتم من تلقاء أنفسكم تأمروننا بالإطعام، وبالجملة: { إِنْ أَنتُمْ } أي: ما أنتم بدينكم وأمركم بما لا يشاء ولا يرضى منه سبحانه { إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } [يس: 47] وغواية عظيمة ظاهرة، ادعيتم الإيمان بالله، وأمرتم بخلاف مشيئته وإرادته.

{ وَ } مهما سمعوا من المؤمنين أمثال هذه الأوامر الجالبة لروح الله ورحمته في اليوم الموعود { يَقُولُونَ } على سبيل الاستهزاء والتهكم: { مَتَىٰ هَذَا ٱلْوَعْدُ } الذي أوعدنا به، عينوا لنا وقته { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } [يس: 48] في دعواكم، يعنون بها صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

ثم قال سبحانه في جواب هؤلاء الضالين المبطلين: { مَا يَنظُرُونَ } وينتظرون هؤلاء المنكرون المعاندون { إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً } هائلة { تَأْخُذُهُمْ } بغتة { وَهُمْ } حين وقوعها { يَخِصِّمُونَ } [يس: 49] أي: يختصمون ويتخاصمون بعضهم مع بعض في العقود والمعاملات.

ومتى فاجأتهم الصيحة الفظيعة الفجيعة { فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ } ولا يقدرون { تَوْصِيَةً } وإيصاءً كما هو المعروف بين الناس في حال النزع؛ أي: لا يمهلهم الفزع المهلك مقدار أن يأتوا بالوصية { وَلاَ } يمهلهم أيضاً { إِلَىٰ أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ } [يس: 50] أي: ينقلبون إلى بيوتهم، ويتكلمون مع أهليهم.