الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ ٱلنَّبِيِّيْنَ لَمَآ آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذٰلِكُمْ إِصْرِي قَالُوۤاْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَٱشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُمْ مِّنَ ٱلشَّاهِدِينَ } * { فَمَنْ تَوَلَّىٰ بَعْدَ ذٰلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ } * { أَفَغَيْرَ دِينِ ٱللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ } * { قُلْ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَآ أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَٱلأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَٱلنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }

{ وَ } اذكر يا أكمل الرسل لمن خاصمك من أهل الكتاب وقت { إِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ } المدبر لأمور عباده { مِيثَاقَ ٱلنَّبِيِّيْنَ } أي: عهودهم الوثيقة، المتعلقة بالأمثال، والمحافظة { لَمَآ } أي: الذي { آتَيْتُكُم } تفضيلاً عليكم { مِّن كِتَابٍ } مبيِّن لكم ولأمتكم الأحكام الظاهرة المتعلقة بالمعاملات { وَحِكْمَةٍ } مورثة لكم ولهم الأخلاق المرضية، الموصلة إلى التوحيد الذاتي { ثُمَّ } أخذ الله مواثيقهم أيضاً بأنه متى { جَآءَكُمْ } وعلى أمتكم { رَسُولٌ } مرسل من عندنا على التوحيد الذاتي { مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ } من توحيد الصفات والأفعال { لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ } أنتم، ولتبلغن على أمتكم أن يؤمنوا له، وتصدقوه { وَ } لا تكتفون أنتم وأممكم بمجرد الإيمان والتصديق، بل { لَتَنصُرُنَّهُ } فيما جاء به، وهو التوحيد الذاتي؛ إذ مرجع جميع الملل والنحل إليه، لذلك ختم ببعثته صلى الله عليه وسلم أمر الإنزال والإرسال.

وبعد أخذ المواثيق { قَالَ } سبحانه مستفهماً على سبيل التقرير وتأكيداً: { أَأَقْرَرْتُمْ } أيها الأنبياء أنتم { وَأَخَذْتُمْ } من أممكم المنتسبون إليكم { عَلَىٰ ذٰلِكُمْ } عهودكم ومواثيقكم { إِصْرِي } أي: حلفي وعهدي الثقيل الذي يوجب نقضه أنواعاً من العذاب والنكال؟ { قَالُوۤاْ أَقْرَرْنَا } بعهودك ومواثيقك سمعاً وطاعة، وأخذنا أيضاً من أممنا { قَالَ } سبحانه: { فَٱشْهَدُواْ } أي: فاحفظوا المواثيق، ولا تغفلوا عنها { وَأَنَاْ مَعَكُمْ مِّنَ ٱلشَّاهِدِينَ } [آل عمران: 81] الحاضرين المطلعين لحفظكم ووقائكم { فَمَنْ تَوَلَّىٰ } أعرض منكم { بَعْدَ ذٰلِكَ } العهد الوثيق { فَأُوْلَـٰئِكَ } المعرضون { هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ } [آل عمران: 82] الخارجون عن طريق التوحيد الذاتي الجامع لجميع الطرق.

{ أَفَغَيْرَ دِينِ ٱللَّهِ } الذي هو التوحيد الذاتي { يَبْغُونَ } تطلبون أيها المعرضون الفاسقون { وَ } الحال أن { لَهُ أَسْلَمَ } انقاد وتذلل { مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ } من أرباب الشهود والمكاشفات { وَ } من في { ٱلأَرْضِ } من أصحاب العلوم والمعاملات { طَوْعاً } تحقيقاً ويقيناً { وَكَرْهاً } تقليداً وتخميناً { وَإِلَيْهِ } لا إلى غيره { يُرْجَعُونَ } [آل عمران: 83] رجوع الظل إلى ذي ظل.

{ قُلْ } يا أكمل الرسل بلسان الجمع { آمَنَّا } أذعنَّا وأيقنَّا { بِٱللَّهِ } الواحد الأحد، المتفرد بالتحقيق والوجود { وَ } صدقنا { مَآ أُنزِلَ عَلَيْنَا } من عنده من الكتاب المبين لتوحيده { وَمَآ أُنزِلَ } أيضاً في سالف الزمان { عَلَىٰ } أسلافنا { إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَٱلأَسْبَاطِ } أولاد يعقوب وأحفاده { وَ } صدقنا أيضاً { مَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَٱلنَّبِيُّونَ } الموجودون الملهمون { مِن رَّبِّهِمْ } على مقتضى استعداداتهم { لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ } بالإطاعة والتصديق { وَ } كيف نفرق ونخصص؛ إذ { نَحْنُ } المتدينون بدين الله المتجلي في الآفاق { لَهُ } باعتبار تفرده وإحاطته وظهوره في المظاهر كلها بأوصافه وأسمائه بلا تفاوت { مُسْلِمُونَ } [آل عمران: 84] مؤمنون موقنون.