الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } * { إِنَّ أَوْلَى ٱلنَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ وَهَـٰذَا ٱلنَّبِيُّ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ } * { يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ } * { يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ ٱلْحَقَّ بِٱلْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ ٱلْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ }

ثم قال سبحانه: { مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً } لأن موسى إنما جاء بعده بألف سنة { وَلاَ نَصْرَانِيّاً } لأن عيسى عليه السلام إنما جاء بعده بألفي سنة { وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً } مائلاً عن إفراط اليهود والنصارى في عزير وعيسى وتفريطهم في إنكار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم { مُّسْلِماً } منقاداً معتدلاً، مستوياً على صراط التوحيد { وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } [آل عمران: 67] الضالين عن طريق الحق بنسبة الحوادث إلى الأسباب والوسائل.

{ إِنَّ أَوْلَى ٱلنَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ } وأقربهم ديناً، وأولاهم محبة ومودة { لَلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ } من أمته، وتدينوا بدينه، وامتثلوا بما جاء به من عند ربه { وَهَـٰذَا ٱلنَّبِيُّ } المبعوث من شيعته، المنتسب إلى ملته، المنشعب من أهل بيته وزمرته { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بهذا النبي، وبما جاء به من الكتاب الناسخ للكتب السافلة، المبين لطريق التوحيد الذاتي { وَٱللَّهُ } الهادي لعباده إلى جادة توحيده { وَلِيُّ ٱلْمُؤْمِنِينَ } [آل عمران: 68] الموحدين الذين يريدون وجه الله في جميع حالاتهم، يولي أمور دينهم بحيث لا يشغلهمه عن التوجيه إليه مزخفات الدنيا الشاغلة عن المولى.

{ وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ } لخباثة نفوسهم وبغضهم المرتكز في قلوبهم؛ حسداً لظهور دين الإسلام { لَوْ يُضِلُّونَكُمْ } أي: يضلونكم ويحرفونكم عن جادة الشريعة وسبيل الإيمان والتوحيد، نزلت في اليهود لما دعوا حُذيفة وعماراً ومعاذاً إلى اليهودية { وَ } الحال أنهم { مَا يُضِلُّونَ } بهذا الضلال { إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ } لتضعيف العذاب عليهم بسبب هذا الإضلال { وَ } هم { مَا يَشْعُرُونَ } [آل عمران: 69] بهذا الضرر والنكال.

{ يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ } المدعين الإيمان بموسى وعيسى - عليهما السلام - والتصديق بكتابهما { لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } المنزلة فيهما الناطقة على بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم { وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ } [آل عمران: 70] فيهما أوصافه ونعوته، وتنتظرون إلى ظهوره وبعثته، وبعدما ظهر وبُعث، لِمَ أنكرتم عليه عناداً، وكفرتم استكباراً؟ ومع ذلك غيرتم وحرفتم كتابكم ظلماً وزوراً.

{ يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ } المحرفين لكتاب الله { لِمَ تَلْبِسُونَ ٱلْحَقَّ } الظاهر البيِّن المكشوف المنزل من عند الله { بِٱلْبَاطِلِ } المموه المزخرف المفترى من عند أنفسكم { وَتَكْتُمُونَ ٱلْحَقَّ } الذي هو بعثة سيدنا محمد عليه السلام { وَ } الحال أنكم { أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } [آل عمران: 71] حقيته في نفوسكم ولا تظهرونه؛ حسداً وبغياً.