الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ الۤمۤ } * { ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَيُّ ٱلْقَيُّومُ } * { نَزَّلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَٰبَ بِٱلْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ } * { مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ ٱلْفُرْقَانَ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ ذُو ٱنْتِقَامٍ } * { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِي ٱلسَّمَآءِ } * { هُوَ ٱلَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي ٱلأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَآءُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ }

{ الۤمۤ } [آل عمران: 1] أيها الإنسان الكامل الأحدي الأوحدي الأقدسي، اللائح على صورة الرحماني، الملازم الملاحظ لمقتضيات الأوصاف والسماء الإلهية، المتفرعة عليها جميع الماظهر الكونية المشتمل عليها، المحيط بها.

{ ٱللَّهُ } أي: الذات الصمد المبدع المظهر الموجد الذي { لاۤ إِلَـٰهَ } أي: لا مظهر ولا موجد { إِلاَّ هُوَ ٱلْحَيُّ } الدائم الثابت، الذي لا يقدر حياته الزمان ولا حصره المكان، ولا يشغله شأن عن شأن { ٱلْقَيُّومُ } [آل عمران: 2] الذي لا يعرضه الفتور، ولا يعجزه كره الأعوام ومر الدهور.

هو الذي: { نَزَّلَ عَلَيْكَ } يا مظهر الكل امتناناً لك { ٱلْكِتَٰبَ } أي: القرآن الجامع الشامل لما في الكائنات أعلاها أولاها وأخراها ملتبساً { بِٱلْحَقِّ } المطابق للواقع { مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } من الكتب السالفة المنزلة على الأنبياء الماضين { وَأَنزَلَ } أيضاً { ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ } [آل عمران: 3] على موسى وعيسى - عليهما السلام - مصدقين لما مضى من الكتب السابقة.

{ مِن قَبْلُ } أي: من قبل إنزالهما عليهما { هُدًى لِّلنَّاسِ } يهديهم إلى توحيده الذاتي عند ظهور خلافه من الغي والضلالة { وَ } بعدما ظهر الظلال { أَنزَلَ ٱلْفُرْقَانَ } أي: الكتاب السماوي الفارق بين الهداية والضلالة؛ ليتميز الحق عن الباطل، وآيات الله عن تسويلات الشياطين { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } بعد ظهوره ونزوله، وكذبوا من أنزل إليهم من الكتب والآيات { لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } هو الطرد والحرمان عن ساحة التوحيد بسبب إنكارهم الآيات الهادية لهم إلى طريقه { وَٱللَّهُ } الهادي إلى توحيده { عَزِيزٌ } غالب قادر { ذُو ٱنْتِقَامٍ } [آل عمران: 4] عظيم وتعذيب شديد على من كفر بآياته واستكبر على من أنزل عليه الآيات، وكيف لا؟.

{ إِنَّ ٱللَّهَ } المحيط بجميع ما كان ويكون { لاَ يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ } مما حدث { فِي ٱلأَرْضِ } { وَلاَ فِي } ما حدث { ٱلسَّمَآءِ } [آل عمران: 5] من الإيمان والكفر والهداية والضلالة، وغير ذلك من الأعمال والأحوال الصادرة من العباد.

فيكف يخفى عليه؛ إذ { هُوَ ٱلَّذِي يُصَوِّرُكُمْ } بقدرته ابتداء { فِي ٱلأَرْحَامِ } بعد انصبابكم من أصلاب آبائكم إليها { كَيْفَ يَشَآءُ } أي: كيف تتعلق مشيئته وإرادته بلا مزاحمة ضد، ومشاركة أحد من شريك وند؛ إذ { لاَ إِلَـٰهَ } أي: لا مصور ولا موجد { إِلاَّ هُوَ } يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد، لا منازع له ولا مخاصم دونه بل هو { ٱلْعَزِيزُ } الغالب على كل ما يشاء { ٱلْحَكِيمُ } [آل عمران: 6] المتقن في كل ما يريد.