الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلإِسْلاَمُ وَمَا ٱخْتَلَفَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } * { فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ للَّهِ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِ وَقُلْ لِّلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ ٱهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلَٰغُ وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِٱلْعِبَادِ }

{ إِنَّ ٱلدِّينَ } القيوم والشرع المستقيم المقبول المرضي { عِندَ ٱللَّهِ } الهادي للعباد إلى طريق الرشاد هو { ٱلإِسْلاَمُ } المنزل من عنده إلى خير الأنام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم { وَمَا ٱخْتَلَفَ } المعاندون المنكرون لدين الإسلام من { ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ } أي: اليهود والنصارى { إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ } اليقيني في كتبهم المنزلة من عند الله بأنه سيظهر النبي الحق، والدين الحق الناسخ لجميع الأديان السابقة، وعلموا حين ظهوره حقيته بالدلائل والعلامات المبينة في كتابهم، ومع ذلك ينكرونه { بَغْياً } حسداً ثابتاً { بَيْنَهُمْ } ناشئاً من طلب الرئاسة والاستكبار والعتو الإصرار { وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } بأمثال هذه الأباطيل المموهة يجازيهم على كل منها بلا فوت شيء { فَإِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } [آل عمران: 19] لا ي عزب عن علمه شيء، شديد العقاب لمن أنكر آياته بعد ظهور حقيتها.

{ فَإنْ حَآجُّوكَ } جادلوك يا أكمل الرسل بعد ظهور حقية دينك وكتابك عندهم مكابرة وعناداً، لا تجادل معهم بل أعرض عنهم { فَقُلْ أَسْلَمْتُ } أي: فوضت وسلمت أمري في ظهور ديني، ووجهت: { وَجْهِيَ } صورتي المخلوقة على صورة الله المستجمع للكل { للَّهِ } ظاهراً وباطناً { وَمَنِ ٱتَّبَعَنِ } فعليهم الانقياد والتسليم إلى الله في جميع الأمور { وَقُلْ } يا أكمل الرسل إمحاضاً للنصح { لِّلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ } أي: اليهود والنصارى { وَٱلأُمِّيِّينَ } الذين لا يأتيهم الكتاب والدعوة: { أَأَسْلَمْتُمْ } بدين الإسلام المبين لتوحيد الله كما أسلمت أنا ومن اتبعني بعدما ظهر لكم دلائل حقيته، أم لم تسلموا بغياً وعناداً؟ { فَإِنْ أَسْلَمُواْ } بعد دعوتك وعرضك لهم طريق الهداية { فَقَدِ ٱهْتَدَواْ } إلىطريق الحق كما اهتديت أنت ومن تبعك { وَّإِن تَوَلَّوْاْ } أعرضوا عن دعوتك عناداً واستكباراً { فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلَٰغُ } أي: لم يضروك بإعراضهم بل ما عليك من حسابهم من شيء، ولا عليهم من حسابك من شيء، فأعرض عنهم { وَٱللَّهُ } المحيط بهم وبضمائرهم { بَصِيرٌ } خبير { بِٱلْعِبَادِ } [آل عمران: 20] وأحوالهم وأعمالهم، يجازيهم على مقتضى علمه وخبرته.