الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ رَبَّنَآ إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ ٱلنَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ } * { رَّبَّنَآ إِنَّنَآ سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلأَبْرَارِ } * { رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ }

{ رَبَّنَآ إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ ٱلنَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ } جعلته في مضيق الإمكان محبوسين، معذبين، مطرودين، فظلموا أنفسهم بالالتفات إلى غيرك { وَمَا لِلظَّالِمِينَ } المستقرين، نفوسهم في ظلمة الإمكان { مِنْ أَنْصَارٍ } [آل عمران: 192] ينصرونهم ويخرجونهم منها، سوى من أبدت من عندك بأخراجهم من الأنبياء والأولياء، بعد توفيقك إيانا بإرسال الرسل.

{ رَّبَّنَآ إِنَّنَآ سَمِعْنَا مُنَادِياً } مشفقاً، هادياً، مرشداً؛ إذ هو { يُنَادِي } ويرشد { لِلإِيمَانِ } بتوحيدك قائلاً: { أَنْ آمِنُواْ } أيها التائهون في ظلمة الإمكان { بِرَبِّكُمْ } الذي رباكم بنور الوجود { فَآمَنَّا } فامتثلنا أمره يا { رَبَّنَا } فتحققنا بإرشاده في مرتبة اليقين العلمي بوحدة ذاتك، وبعد تحققننا فيها { فَٱغْفِرْ } استر { لَنَا ذُنُوبَنَا } أنانيتنا التي صرنا بها محرومين عن ساحة حضورك، حتى يتحقق بلطفك وتوفيقك في مرتبة اليقين العيني بمعاينة ذاتك { وَ } بعد تحققنا فيها { كَفِّرْ } طهِّر { عَنَّا سَيِّئَاتِنَا } أوصافنا التي تُشعر بالاثنينية بالكلية، حتى نتحقق بفضلك وجودك في مرتبة اليقين الحقي { وَ } بعد ذلك { تَوَفَّنَا } في فضاء الفناء { مَعَ ٱلأَبْرَارِ } [آل عمران: 193] الفانين في الله، الباقين ببقائه.

{ رَبَّنَا } ثبتنا في مقام عبوديتك { وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ } لسان { رُسُلِكَ } من الكشوف والشهود وسائر ما جاءوا به، وأخبروا عنه { وَلاَ تُخْزِنَا } تحرمنا { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } حين لقيناك عما وعدتنا من شرف لقائك { إِنَّكَ } بلطفك وفضلك على عبادك { لاَ تُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ } [آل عمران: 194] الذي وعدت من سعة رحمتك وجودك على عبادك.