الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَلَئِنْ مُّتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى ٱلله تُحْشَرُونَ } * { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ ٱلْقَلْبِ لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَٱعْفُ عَنْهُمْ وَٱسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي ٱلأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَوَكِّلِينَ } * { إِن يَنصُرْكُمُ ٱللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا ٱلَّذِي يَنصُرُكُم مِّنْ بَعْدِهِ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ }

{ وَ } الله أيها الموحدون المخلصون { لَئِنْ مُّتُّمْ } في طريق الفناء { أَوْ قُتِلْتُمْ } فيه في يد الأعداء { لإِلَى ٱلله } لا إلى غيره؛ إذ لا غير { تُحْشَرُونَ } [آل عمران: 158] ترجعون رجوع الظل إلى ذي ظل.

{ فَبِمَا رَحْمَةٍ } أي: فبرحمة نازلة لك يا أكمل الرسل { مِّنَ ٱللَّهِ } المرسل لك؛ رحمةً للعالمين { لِنتَ لَهُمْ } حين مخالفتهم عن إطاعتك واتباعك { وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً } سيء الخلق { غَلِيظَ ٱلْقَلْبِ } قاسية { لاَنْفَضُّواْ } تفتتوا وتفرقوا البتة { مِنْ حَوْلِكَ } وإن آذوك جهلاً وغلفةً { فَٱعْفُ عَنْهُمْ } تلطفاً وترحماً على مقتضى نبوتك.

{ وَ } بعد عفوك { ٱسْتَغْفِرْ لَهُمْ } من الله ليغفر زلتهم؛ لأنك مصلحهم ومولي أمرهم { وَ } بعد عفوك عما لك، واستغفارك عما لله { شَاوِرْهُمْ فِي ٱلأَمْرِ } أي: الرخص المتعلقة لترويج الدين والإيمان بعدما تركت المشورة معهم؛ بسبب جريمتهم { فَإِذَا عَزَمْتَ } فالعزيمة لك خاصة، بلا مشورة الغير { فَتَوَكَّلْ } في عزائمك { عَلَى ٱللَّهِ } واتخذه وكيلاً، ولا تلتفت إلى الغير مطلقاً { إِنَّ ٱللَّهَ } الهادي لعباده { يُحِبُّ ٱلْمُتَوَكِّلِينَ } [آل عمران: 159] المتخذين الله وكيلاً، المفوضين أمورهم كلها إليه.

قلا يا أكمل الرسل إمحاضاً للنصح: { إِن يَنصُرْكُمُ ٱللَّهُ } المولي لأموركم بعزته وسلطانه { فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ } أي: لا أحد يغلبكم ويخاصمكم؛ لكونكم في حمى الله وكنف حوله وقوته { وَإِن يَخْذُلْكُمْ } بقهره وسخطه { فَمَن ذَا ٱلَّذِي يَنصُرُكُم مِّنْ بَعْدِهِ } أي: من بعد قهره وبطشه { وَعَلَى ٱللَّهِ } المعز المذل القوي المتين { فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } [آل عمران: 160] في جميع أمورهم حتى خلصوا وأخلصوا.