الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ ٱلرِّبَٰواْ أَضْعَٰفاً مُّضَٰعَفَةً وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } * { وَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِيۤ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ } * { وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } * { وَسَارِعُوۤاْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } * { ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَٱلْكَاظِمِينَ ٱلْغَيْظَ وَٱلْعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ }

ثم خاطب سبحانه المؤمنين، منادياً لهم بما يتعلق برسوخهم في طريق التوحيد من الخصائل الجميلة والشيم المرضية، فقال: { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بالله ورسوله، مقتضى إيمانكم { لاَ تَأْكُلُواْ ٱلرِّبَٰواْ } سيما إذا كان { أَضْعَٰفاً مُّضَٰعَفَةً } بحيث يستغرق مال المديون مجاناً { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } المنتقم الغيور، ولا تجاوزوا عن حدوده { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [آل عمران: 130] توفوزون بامتثال مأموراته ومرضياته.

{ وَٱتَّقُواْ } أيها المؤمنون { ٱلنَّارَ ٱلَّتِيۤ أُعِدَّتْ } هُيئت { لِلْكَافِرِينَ } [آل عمران: 131] أصالة وللمقتفين إثرهم؛ تبعاً، ويعلمون معاملتهم؛ استنكاراً واستكباراً.

{ وَ } إن أردتم الفلاح { أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ } المبيِّن لكم طريق أطاعة الله { لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } [آل عمران: 132] من عند الله، إن أخلصتم في انقايدكم وطاعاتكم.

{ وَ } لا تتكئوا، ولا تتكلوا إلى طاعاتكم وعبادتكم، ولا تزنوها عند الله، بل { سَارِعُوۤاْ } بادروا وواظبوا { إِلَىٰ } طلب { مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ } ستر ومحو لهوياتكم { وَ } وصول { جَنَّةٍ } منزل ومقر { عَرْضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ } أي: الأسماء الصفات الإلهية القائمة بذات الله { وَٱلأَرْضُ } أي: طبيعة العدم القابل لانعكاس أشعة تلك الأسماء والصفات، إنما { أُعِدَّتْ } وهُيئت { لِلْمُتَّقِينَ } [آل عمران: 133] من أهل التوحيد، وهم الذين يرفعون غشاوة الغيرية وغطاء التعامي عن نور الوجود مطلقاً. لذلك هم: { ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ } من طيبات ما سكبوا من رزق صوري ومعنوي للمستخقين من أهل الله، سواء كانوا { فِي السَّرَّآءِ } أي: حين الفراغة عن الشواغل العائقة عن التوجه الحقيقي { وَٱلضَّرَّآءِ } عند عروض العوارض اللاحقة عن لوازم البشر { وَٱلْكَاظِمِينَ ٱلْغَيْظَ } أي: الماسكين، الكافين غيظهم عند ثوران القوة الغضبية، وهيجان الحمية البشرية الناشئة عن مقتيضات القوى الحيوانية { وَٱلْعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ } الذين يعفون ويتركون عقوبة من يسوءهم ويظلمهم؛ لتحققهم في مقر التوحيد المسقط للإضافات والاختلافات مطلقاً { وَٱللَّهُ } المطلع لسرائر عباده { يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ } [آل عمران: 134] منهم بجميع أنواع الإحسان، خصوصاً بكظم الغيظ والعفو عند القدرة.

وعن النبي صلى الله عليه وسلم: " إن هؤلاء في أمتي قليل إلا من عصمه الله، وقد كانوا كثيراً في الأمم التي مضت ".