الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ شَيْئاً وَأُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } * { مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ ٱللَّهُ وَلَـٰكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بالله في النشاة الأولى؛ عتواً واستكباراً مفتخرين بأموالهم وأولادهم متظاهرين بها { لَنْ تُغْنِيَ } وتدفع { عَنْهُمْ } في النشأة الأخرى { أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ مِّنَ } غضب { ٱللَّهِ شَيْئاً } قليلاً { وَأُوْلَـٰئِكَ } المستكبرون، المفتخرون، هم { أَصْحَابُ ٱلنَّارِ } لا يخصلون، ولا يخرجون منها بل { هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [آل عمران: 116] مخلقدون، لا ترجى نجاتهم وتخفيف عذابهم أصلا، ولا ينفع لهم إنفاقهم وإحسانهم الذي صدر عنهم في دار الدنيا؛ لعدم مقارنته بالإيمان.

بل { مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ } رياءً وسمعةً واشتهاراً { فِي هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } لا لمثولة أخروية؛ لعدم اعتقادهم بالآخرة { كَمَثَلِ رِيحٍ } عاصف { فِيهَا صِرٌّ } برد شديد { أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ } بالكفر والفسق والعصيان { فَأَهْلَكَتْهُ } بالمرة، وصاروا آيسين، قانطين من نفعها، وشكوا من الله بما لا يليق بدنابه من نسبة الظلم والتعدي، تعالى عن ذلك { وَ } الحال أنه { مَا ظَلَمَهُمُ ٱللَّهُ وَلَـٰكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } [آل عمران: 117] أي: ولكن هم يظلمون أنفسهم بكفرهم وفسقهم، ولم يتفطنوا له ونسبوه إلى الله، وما الله يريد ظلماً للعباد.