الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَللَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَإِلَىٰ ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ } * { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ ٱلْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ مِّنْهُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ ٱلْفَاسِقُونَ } * { لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ ٱلأَدْبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ }

{ وَ } لا يتصور الظلم والتعدي من جانبه سبحانه؛ إذ { للَّهِ } لظهوره واستوائه على عروش ذرائر الكائنات بالقسط والاعتدال الحقيقي محافظة { مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ } أي: ما ظهر في عالم الغيب وعالم الأرواح { وَمَا } ظهر { فِي ٱلأَرْضِ } أي: عالم الشهادة والأشباح { وَإِلَىٰ ٱللَّهِ } لا إلى غيره؛ إذ لا غير { تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ } [آل عمران: 109] المتعلقة بالمظاهر كلها؛ إذ هو الفاعل المطلق لا فعل لسواه، بل لا سواه ولا رجوع إلا إياه.

{ كُنْتُمْ } أيها المحمديون { خَيْرَ أُمَّةٍ } في علم الله مستوية على صراط التوحيد، معتدلة بين طرفي الإفراط والتفريط { أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } أي: قدرت ظهوركم؛ لتكميل الناقصين من الناس، حتى { تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ } المفروض في سلوك طريق التوحيد { وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ } المحظور فيه { وَ } ذلك الأمر والنهي إنما صدر منكم؛ لكونكم { تُؤْمِنُونَ } توقنون { بِٱللَّهِ } المستوي على عروش ذرائر الكائنات، بالاعتدال الذي هو صراط الله الأقوم { وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ ٱلْكِتَابِ } بأجمعهم بدينكم وملتكم { لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ } ينجيهم عن ورطتي الإفراد والتفريط، ويوصلهم إلى صراط مستقيم، وإن كان القليل { مِّنْهُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ } الداخلون في حصار الإيمان مع المؤمنين { وَ } لكن { أَكْثَرُهُمُ ٱلْفَاسِقُونَ } [آل عمران: 110] الخارجون عن حدوده وأحكامه.

لا تبالوا أيها الموحدون بفسهم وكفرهم؛ إذ { لَن يَضُرُّوكُمْ } ضراراً فاحشاً { إِلاَّ أَذًى } صدرت من سقطات ألسنتهم من التقريع والتشنيع { وَإِن } بالغوا في العداوة إلى أن { يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ ٱلأَدْبَارَ } اضطراراً والزاماً { ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ } [آل عمران: 111] بالكبر عليكم بعد الفر منكم، بل ينصركم الله عليهم بنصره العزيز، ويخذلهم ويذلهم.