الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم مِّنَ ٱللَّهِ شَيْئاً وَأُولَـٰئِكَ هُمْ وَقُودُ ٱلنَّارِ } * { كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَٱللَّهُ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } * { قُلْ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ } * { قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ ٱلْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ ٱلْعَيْنِ وَٱللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَآءُ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي ٱلأَبْصَارِ }

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بالله، وأعرضوا عن كتبه ورسله وأصروا عليه اغترارً بمزخرفاتهم الباطلة من الأموال والأولاد { لَن تُغْنِيَ } وترفع { عَنْهُمْ } في النشأة الأخرى { أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم مِّنَ } غضب { ٱللَّهِ شَيْئاً وَأُولَـٰئِكَ } المصرون المعاندون فيها { هُمْ وَقُودُ ٱلنَّارِ } [آل عمران: 10] أي: أجسامهم وقود نار الحسرة و الخذلان دأبهم وديدنتهم في النشأة الأولى.

{ كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَٱلَّذِينَ } مضروا { مِن قَبْلِهِمْ } كعاد وثمود { كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا } الدالة على توحيدنا، المنزل على رسلنا المستخلفين من عندنا { فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ } باسمه المنتقم { بِذُنُوبِهِمْ } الصادرة منهم من التكذيب والإنكار والعناد والاستكبار، فاستأصلهم بالمرة في النشأة الأولى، وأحرقهم بالنار في النشأة الأخرى جزاء بما كسبوا في الأولى { وَٱللَّهُ } القادر المقتدر على ما يشاء { شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } [آل عمران: 11] لكل من عاندوا واستكبروا.

{ قُلْ } يا أكمل الرسل نيابة عنا { لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ } بك وبكتابك إخباراً لهم عما سيجري عليهم: { سَتُغْلَبُونَ } بقهر الله وغضبه في يوم الجزاء { وَتُحْشَرُونَ } بين يدي الله، وتحاسبون عنده سبحانه عما جرى عليهم في النشأة الأولى، وبعد ذلك تساقون { إِلَىٰ جَهَنَّمَ } البعد والخذلان مطرودين مهانين { وَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ } [آل عمران: 12] ما مهدوا فيها بما اقترفته نفوسهم من الاستكبار على الأنبياء والإصرار على ما هم عليه من الكفر والضلالة، بعد ظهور آيات الإيمان وعلامات الهدى؛ إذ:

{ قَدْ كَانَ لَكُمْ } أيها الضالون في تيه الحرمان { آيَةٌ } ظاهرة دالة على الهدى الحقيقي { فِي } التقاء { فِئَتَيْنِ } حين { ٱلْتَقَتَا } إحداهما { فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } لإعلاء كلمته وإظهار توحيده { وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ } تقاتل مع الموحدين مكابرة وعناداً، ومع كونكم أيها الكافرون المعاندون بأضعاف المؤمنين الموحدين، وكثرة عددكم وعُددكم { يَرَوْنَهُمْ } أي: الموحدون { مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ ٱلْعَيْنِ } أي: في بادي النظر ويرهبون منهم رهبة شديدة بتأييد الله ونصره { وَٱللَّهُ } المحيط بجميع ما جرى في ملكه { يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ } العزيز { مَن يَشَآءُ } من عباده المخلصين في إطاعته وانقياده { إِنَّ فِي ذٰلِكَ } التأييد والنصر مع ظهور عكسه { لَعِبْرَةً } تبصرة وتذكرة { لأُوْلِي ٱلأَبْصَارِ } [آل عمران: 13] المستبصرين بنظر الاعتبار عن سرائر الأمور وأسرارها بلا التفات إلى مزخرفات الدنيا الدنية من شهواتها ولذاتها، لا للمنهمكين المستغرقين في بحر الغفلة والغرور إذ: