الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يٰأَيُّهَا ٱلْملأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يٰهَامَانُ عَلَى ٱلطِّينِ فَٱجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّيۤ أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لأَظُنُّهُ مِنَ ٱلْكَاذِبِينَ } * { وَٱسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لاَ يُرْجَعُونَ } * { فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي ٱلْيَمِّ فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلظَّالِمِينَ } * { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى ٱلنَّارِ وَيَوْمَ ٱلْقِيامَةِ لاَ يُنصَرُونَ } * { وَأَتْبَعْنَاهُم فِي هَذِهِ ٱلدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ القِيَامَةِ هُمْ مِّنَ ٱلْمَقْبُوحِينَ }

{ وَ } بعدما أتم موسى كلامه الصادر عن محض الحكمة { قَالَ فِرْعَوْنُ } مستكبراً مستحيياً عمَّن حوله من الأنام؛ لئلا ينسبوه إلى العجز والإفحام منادياً لهم على سبيل العظمة والكبرياء: { يٰأَيُّهَا ٱلْملأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ } يُعبد بالحق ويستحق لها { غَيْرِي } ومن أين يدَّعي هذا الكذَّاب في السماء إلهاً سواي؟! { فَأَوْقِدْ لِي يٰهَامَانُ عَلَى ٱلطِّينِ } أ ي: من العملة أن يتخذوا من الطين لبنها، وأوقدوه بالنار إلى أن ياصر آجراً متحجراً { فَٱجْعَل لِّي } منها { صَرْحاً } رفيعاً، وقصراً منيعاً سمكها متصلاً إلى السماء، فأستعلي عليه { لَّعَلِّيۤ أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ } فإن أقبل بالقتل أغلبه، وأحطه على الأرض صاغراً مهاناً { وَ } بالجملة: { إِنِّي لأَظُنُّهُ } في هذه الدعوة { مِنَ ٱلْكَاذِبِينَ } [القصص: 38] القائلين بقولٍ لا منشأ لها في الواقع ولا أصل.

قيل: بنى رصداً؛ ليطلع على نظرات الكواكب، هل يجد فيها نظراً يدل على زوال ملكه باستيلاء موسى عليه السلام.

{ وَ } من كمال سكرتهم وعمههم، وإمهالنا إياهم متمتعين { ٱسْتَكْبَرَ هُوَ } أي: فرعون { وَجُنُودُهُ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ } والاستحقاق، وترقبوا في عتوهم وعنادهم إلى أن ظهروا على الله بأمثال هذه الهذيانات الباطلة { وَظَنُّوۤاْ } بالإقدام والجرأة على مثل هذه الخرافات { أَنَّهُمْ } بعد خلعهم لوازم الناسوت { إِلَيْنَا لاَ يُرْجَعُونَ } [القصص: 39] رجوع الأظلال إلى الأضواء المنعكسة من شمس الذات، والأمواج إلى الماء.

وبعدما بالغوا في العتو والعناد، وظهروا على الأرض بأنواع الفساد { فَأَخَذْنَاهُ } أي: فرعون بمقتضى قهرنا وجلالنا { وَجُنُودَهُ } أيضاً بأنواع العذاب { فَنَبَذْنَاهُمْ } أي: طرحناهم { فِي ٱلْيَمِّ } وغطَّيناهم بالماء فأغشيناهم بها، مثل غشي وجوداتهم الباطلة بالوجود الحق الإلهي { فَٱنظُرْ } يا أكمل الرسل { كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلظَّالِمِينَ } [القصص: 40] ومآل أمرهم، وما يؤول إليه حالهم وشأنهم { وَ } من كمال ابتلائنا إياهم ومكرنا معهم: { جَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً } قدوة للضلال { يَدْعُونَ } من تبعهم ويقتفي أثرهم { إِلَى ٱلنَّارِ } أي: أسبابها وموجباتها؛ إذ مآل الكل إليها تابعاً ومتبوعاً { وَيَوْمَ ٱلْقِيامَةِ لاَ يُنصَرُونَ } [القصص: 41] أي: لا يُدفع عنهم العذاب، ولا يُخفف عليهم بشفاعة أحد.

{ وَ } كيف ينصرون أولئك الضالون المضلون، مع أنَّا { أَتْبَعْنَاهُم } وألزمنا عليهم { فِي هَذِهِ ٱلدُّنْيَا لَعْنَةً } مستمرة جارية على ألسنة من على الأرض { وَيَوْمَ القِيَامَةِ } المعدة للجزاء { هُمْ مِّنَ ٱلْمَقْبُوحِينَ } [القصص: 42] المطرودين المسوقين نحو جهنم صاغرين مهانين؟!.