الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ فَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْبَحْرَ فَٱنفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَٱلطَّوْدِ ٱلْعَظِيمِ } * { وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ ٱلآخَرِينَ } * { وَأَنجَيْنَا مُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ } * { ثُمَّ أَغْرَقْنَا ٱلآخَرِينَ } * { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ } * { وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ } * { وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ } * { إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ } * { قَالُواْ نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ } * { قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ } * { أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ } * { قَالُواْ بَلْ وَجَدْنَآ آبَآءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ }

فصبر إلى أن قرب العدو، ووصل موسى على شاطئ البحر مضطراً مضرباً { فَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ } بأن قلنا له: { أَنِ ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْبَحْرَ } فضربه على الفور { فَٱنفَلَقَ } البحر، وافترق فرقاً وقُطع قطعاً كثيرة { فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ } بعد انفلاقه وانقطاعه { كَٱلطَّوْدِ ٱلْعَظِيمِ } [الشعراء: 63] أي: كالجبل الراسي المرتفع نحو السماء، الثابت في مقره بلا حركة وذهاب، وانفرج بين الفلق فرجاً وسيعة فدخل على الفور موسى وقومه في الشعوب والفرج، كل سبط بشعب.

{ وَ } بعدما دخلوا في شعاب البحر المنغلق { أَزْلَفْنَا } وقربنا { ثَمَّ ٱلآخَرِينَ } [الشعراء: 64] أي: فرعون وقومه، وهم أيضاً وصلوا على شاطئ البحر فرأوهم في شعابه على العبور، فاقتحموا أثرهم مطمعين النجاة مثلهم.

{ وَأَنجَيْنَا مُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ } [الشعراء: 65] بأن حفظنا البحر على انغلاقه إلى أن عبروا سالمين من تلك الفررج.

{ ثُمَّ أَغْرَقْنَا ٱلآخَرِينَ } [الشعراء: 66] أي: فرعون وقومه جميعاً بعدما دخلوا في تلك الفرج بإطباق البحر، وإفناء انفلاقه وافتراقه، واتصاله على الوجه الذي كان عليه.

{ إِنَّ فِي ذَلِكَ } الإنجاء والإغراق { لآيَةً } دالة على كمال قدرة الله، ومتانة حكمته بالنسبة إلى ذوي البصائر والاعتبار، المشمرين ذيل الغناية والاهتمام نحو التفكر والتدبر في آثار أوصاف الفاعل المختار { وَ } لكن { مَا كَانَ أَكْثَرُهُم } أي: ما أكثر الناس المجبولين على فطرة الاستدلال والاعتبار { مُّؤْمِنِينَ } [الشعراء: 67] بالله وتوحيده وأسمائه حتى يتأملوا في آثار صفاته؛ ليستدلوا على ذاته.

{ وَإِنَّ رَبَّكَ } يا أكمل الرسل { لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } الغالب على أمره، القادر المتقدر على إجراء أحكامه وإنفاذ قضائه { ٱلرَّحِيمُ } [الشعراء: 68] لخُلَّص عباده الموفَّقين من عنده للوصول إلى مبدئهم ومعادهم.

{ وَٱتْلُ } يا أكمل الرسل { عَلَيْهِمْ } أي: على مكذبي قريش ومعانديهم { نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ } [الشعراء: 69] أي: قصة جدك الخليل - صلوات الرحمن عليه - مع قومه.

وقت { إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ } سائلاص لهم عن حقيقة ما يعبدون من الآلهة؛ ليريهم أن الأصنام لا تستحق العبادة والانقياد: { مَا تَعْبُدُونَ } [الشعراء: 70] ولأي شيء تنقادون وتطيعون؟!.

{ قَالُواْ نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ } [الشعراء: 71] أي: يدوم عكوفنا إياها وإطاعتنا لها.

{ قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ } ويجيبون دعوتكم { إِذْ تَدْعُونَ } [الشعراء: 72] إليها في السراء والضرء؟! { أَوْ يَنفَعُونَكُمْ } ويثيبونكم؛ جزاءً لطاعتكم وعبادتكم { أَوْ يَضُرُّونَ } [الشعراء: 73] لكم إن أعرضتم وانصرفتم عن عبادتهم؟!.

{ قَالُواْ } مستغربين عن مسئولاته؛ يعني: نحن لا نرجو منهم أمثال هذه الصفات؛ إذ هم جمادات لا تتأتى منهم أفعال ذوي الحياة والشعور { بَلْ وَجَدْنَآ آبَآءَنَا } وأسلافنا { كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ } [الشعراء: 74] اي: يعبدون لها، ويعكفون عليها خاشعين متذللين ونحن على أثرهم نعبدهم ونتذلل لهم؛ تقليداً لآبائنا.