الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ فَإِن لَّمْ تَجِدُواْ فِيهَآ أَحَداً فَلاَ تَدْخُلُوهَا حَتَّىٰ يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمْ ٱرْجِعُواْ فَٱرْجِعُواْ هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ } * { لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ } * { قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }

{ فَإِن لَّمْ تَجِدُواْ فِيهَآ } أي: في البيوت { أَحَداً } تستأذنون منه { فَلاَ تَدْخُلُوهَا } لئلا تُتهموا بأنواع التهمة بل اصبروا { حَتَّىٰ يُؤْذَنَ لَكُمْ } أي: لا تدخلوا حتى تجدوا من يأذن لكم { وَ } بعدما وجدتم { إِن قِيلَ لَكُمْ ٱرْجِعُواْ } فالوقت لا يسع بالدخول { فَٱرْجِعُواْ } على الفور بلا تفحصٍ، وتفتيشٍ عن أسبابه على وجه الإلحاح والاقتراح حخغ يفعله جهلة الناس.

{ هُوَ } أي: الرجوع بلا تفتيش { أَزْكَىٰ لَكُمْ } وأظهر لنفوسكم من الإلحاح { وَٱللَّهُ } المدبر لمصالحكم { بِمَا تَعْمَلُونَ } وتأملون في نفوسكم { عَلِيمٌ } [النور: 28] يجازيكم على مقتضى علمه وخبرته.

{ لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ } أي: ضيق ومنع { أَن تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ } مع أن { فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ } تستأجرونها أو تستعيرونها للادخار والاستخزان، { وَ } بالجملة: { ٱللَّهُ } المطلع لضمائر عباده { يَعْلَمُ } منكم { مَا تُبْدُونَ } وتظهرون { وَمَا تَكْتُمُونَ } [النور: 29] وتخفون، يجازيكم على مقتضى علمه.

ثم أمر سبحانه لحيبيه بتذكير عباده، وتهذيب أخلاقهم سيما في حفظ المحارم والحدود فقال: { قُلْ } يا أكمل الرسل { لِّلْمُؤْمِنِينَ } المصدقين بحدود الله، الممتثلين بأوامره { يَغُضُّواْ } وينقصوا { مِنْ أَبْصَارِهِمْ } مطلقاً دائماً حتى لا يقع نظرهم بغتةً إلى المحرمات، بل لهم أن يديموا النظر إلى الطريق الذي مشوا عليها، حتى يَسلَموا من شرور أمارتهم وصَولة جنود الشهوات عليهم.

{ وَ } قل لهم أيضاً: { يَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ } عن أمارات الزنا، وعلامات السفاح ومقدماته، ويتقوا عن مواضع التهم ومظانِّ الرمي والقذف مطلقاً { ذٰلِكَ } الغضُّ والحفظُ { أَزْكَىٰ لَهُمْ } وأطهرُ لنفوسهم { إِنَّ ٱللَّهَ } الرقيبَ على جميع حالاتهم { خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } [النور: 30] من التفكر والترامز، وإجالة النظر، وتحريك سائر الأعضاء نحو ما يشتهون من المحرمات.