الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ مَا ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَـهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ سُبْحَانَ ٱللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ } * { عَالِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ فَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } * { قُل رَّبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ } * { رَبِّ فَلاَ تَجْعَلْنِي فِي ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } * { وَإِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ } * { ٱدْفَعْ بِٱلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ٱلسَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ } * { وَقُلْ رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ ٱلشَّياطِينِ } * { وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ } * { حَتَّىٰ إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ ٱلْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ٱرْجِعُونِ } * { لَعَلِّيۤ أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا وَمِن وَرَآئِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ } * { فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَتَسَآءَلُونَ } * { فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } * { وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فأُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ } * { تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ } * { أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ } * { قَالُواْ رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَآلِّينَ } * { رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ } * { قَالَ ٱخْسَئُواْ فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ }

ومن جملة ما تنسبون إلى الله سبحانه افتراءً ومراءً: إثبات الولد له سبحانه مع أنه { مَا ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ } الواحد الأحد الذي شأ،ه ووصفُه أنه:لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ } [الإخلاص: 3-4] { مِن وَلَدٍ } إذ هو من خواص الأجسام ولوازم الإمكان، وهو سبحانه منزهُ عنهما.

{ وَ } من جملة أكاذيبهم البالطة أيضاً: إثبات الشريك له سبحانه مع أنه { مَا كَانَ } أي: ما صحَّ وجاز أن يكون { مَعَهُ مِنْ إِلَـهٍ } شريكاً يُعبد بالحق مثله، ويستحق بالعبادة اسحتقاقاً ذاتياً ووضعياً كما هو شأنه سبحانه { إِذاً } أي: حين كان الإله الواجب الوجود المستحق للعبادة متعدداً كما زعم أولئك المبطلون { لَّذَهَبَ } وتميز { كُلُّ إِلَـٰهٍ بِمَا خَلَقَ } أوجد وأظهر، فيكون مَلْك كلٍ منهما ممتازاً عن الآخر، وإذا كان الإله متعدداً أو المملكة ممتازةُ، لأمكن التغالب والتحارب ألبتة { وَلَعَلاَ } أي: غلب وارتفع { بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ } هم بالقدرة والاستيلاء، فاحتل النظام المشاهد المحسوس، ولم يبقَ له انتظامُ وقيامُ { سُبْحَانَ ٱللَّهِ } وتعالى ذاته { عَمَّا يَصِفُونَ } [المؤمنون: 91] به أولئك الجاهلون الغافلون عن علوِّ شأ،ه من إثبات الولد له والشريك مع تعاليه، وتنزهه في ذاته عنهما وعن أمثالهما.

وكيف يكون له ولد ومعه شريك، وهو بذاته { عَالِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ } لا يعزب عن حيطة علمه شيء { فَتَعَالَىٰ } سبحانه { عَمَّا يُشْرِكُونَ } [المؤمنون: 92] أولئك المعاندون من أن يكون له ولدُ يشبهه أو شريكُ يماثله مع أخص أوصافه التي هي وجوب الوجود والعلم بالغيب والشهادة حضوراً.

{ قُل } يا أكمل الرسل مستعيذاً بالله من شر ما سيلحق لأولئك المعاندين المبطلين: { رَّبِّ } يا من رباني بمزيد اللطف والإحسان { إِمَّا تُرِيَنِّي } أي: أن تحققَ وتقررَ عنك يا مولاي إراءتك إياي { مَا يُوعَدُونَ } [المؤمنون: 93] أولئك المسرفون المشركون من أشد العذاب والنكال في العاجل والآجل؛ ليكون بسبب عبرتي وتذكيري من أحوالهم.

{ رَبِّ فَلاَ تَجْعَلْنِي فِي ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } [المؤمنون: 94] مقارناً لهم معدوداً من عدادهم ملحقاً بي ما سيلحقهم من أنواع العذاب الصوري والمعنوي، الدنيوي والأخروي.

{ وَ } قال سبحانه: { إِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ } من العذاب { لَقَادِرُونَ } [المؤمنون: 95] يعني: إنا قادرون على أن نريك العذاب الموعود إياهم في هذه النشأة، لكنا نؤخرهم ونمهلهم رجاءَ أن يؤمن بعضهم، أو يحصل منهم المؤمنون من نسلهم وذرياتهم.

وإذا كنا نمهلهم ونؤخر عذابهم لحكم ومصالحَ { ٱدْفَعْ } أنت أيضاً يا أكمل الرسل { بِٱلَّتِي } أي: بالدلائل والشواهد التي { هِيَ أَحْسَنُ } من المقاتلة والمشاجرة { ٱلسَّيِّئَةَ } التي هي ما هم عليها من الكفر والشرك، لعل دلائلك تلين قلوبهم وتصفيهم من المكابرة والعناد معك؛ إذ { نَحْنُ أَعْلَمُ } منك { بِمَا يَصِفُونَ } [المؤمنون: 96] أي: يصفونك به، وينسبون إليك ما لا يليق بجانبك، وثق بنا وتوكل في جميع حالاتك علينا، واتخذنا وكيلاً، وفوِّض أمر انتقامهم إلينا، فإنا نكفي عنك مؤنة شرورهم.

السابقالتالي
2 3