الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِيۤ إِلَيْهِ أَنَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنَاْ فَٱعْبُدُونِ } * { وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ } * { لاَ يَسْبِقُونَهُ بِٱلْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ } * { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ٱرْتَضَىٰ وَهُمْ مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ }

ثم قال سبحانه كلاماً جلياً مثبتاً للتوحيد خالياً عن سمة التقليد: { وَمَآ أَرْسَلْنَا } من مقام جودنا وفضلنا { مِن قَبْلِكَ } يا أكمل الرسل من الرسل { مِن رَّسُولٍ } من الرسل الماضين { إِلاَّ نُوحِيۤ إِلَيْهِ } أولاً { أَنَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ } يُعبَد بالحق ويستحق للعبادة والإطاعة { إِلاَّ أَنَاْ } المتفرد برداء العظمة والكبرياء، المنفرد بكمال الجلال، ودوام البقاء { فَٱعْبُدُونِ } [الأنبياء: 25] أيها الأظلال الهالكة والعكوس المضمحلة الباطلة، وتذللوا نحوي خاضعين خاشعين، إذ لا مرجع لكم غيري.

وادّعا الشركة { وَقَالُواْ } مستدلين عليها: نحن نجد في التوراة والإنجيل أنه { ٱتَّخَذَ ٱلرَّحْمَـٰنُ } الملائكةَ وعزيراً وعيسى { وَلَداً } والولد شريكُ لأبيه، إذ هو سرُّه { سُبْحَانَهُ } وتعالى عن أمثال هذه الهذيانات الباطلة { بَلْ } هم { عِبَادٌ } لله { مُّكْرَمُونَ } [الأنبياء: 26] محبوبون لديه.

لذلك { لاَ يَسْبِقُونَهُ بِٱلْقَوْلِ } أي: لا يبادرون إلى القول قبل قوله سبحانه، ولا يبدلون، ولا يغيرون قوله وحكمه، كما هو دأب العبيد مع المولى { وَ } كيف يسبقونه بالقول { هُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ } [الأنبياء: 27] جميعَ ما عملوا من خيرٍ وشرٍ والمأمور لا يكون شريكاً للآمر.

وكيف لا يعملون بأمره إذ هو { يَعْلَمُ } بعلمه الحضوري منهم ومن أحوالهم { مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ } أي: ما هو حاضرٌ عندهم، معلومٌ دونهم من أحوالهم وأفعالهم { وَمَا خَلْفَهُمْ } أي: ما هو غائبُ عنهم ومجهولُ لديهم { وَ } إن خرجوا عن مقتضى أمره سبحانه { لاَ يَشْفَعُونَ } أي: لا تقبل شفاعتهم لغيرهم، أو لا يُشفع لهم عند الله بعدما خرجوا عن مقتضى حكمه { إِلاَّ لِمَنِ ٱرْتَضَىٰ } سبحانه، ورضي بشفاعة من يشفع لهم وأَذِن { وَ } كيف يشفع عنده سبحانه بغير إذنه ورضاه؟ إذ { هُمْ } أي: الشفعاء { مِّنْ } كمال { خَشْيَتِهِ } سبحانه ومن غاية سطوته وهيبته وقهره { مُشْفِقُونَ } [الأنبياء: 28] خائفون مرعوبون وَجلون.