الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } * { وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ قَالُوۤاْ آمَنَّا وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ قَالُوۤاْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَآجُّوكُم بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } * { أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ }

{ أَ } لم تسعموا قصتهم، ولم تعرفوا خيانتهم ودناءتهم وزلتهم المضروبة عليهم وسوء معاملتهم مع نبيهم المبعوث عليهم { فَتَطْمَعُونَ } وترجون { أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ } أي: بنبيكم، ويصادقوا ويحاقوا ويتلوا معكم كلام الله مع علمكم بحالهم { وَ } لم تسعموا أنه { قَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ } من أسلافهم قوم { يَسْمَعُونَ كَلاَمَ ٱللَّهِ } النازل لهم، وفيه وصف نبينا صلى الله عليه وسلم فيضطربون ويستقلون بعثته { ثُمَّ } لما قرب عهده صلى الله عليه وسلم وظهر أمره، واستشعروا من أمارته أنه هو النبي الموعود في كتابهم { يُحَرِّفُونَهُ } أي: الكتاب، حسداً وعناداً ويغيرونه مكابرة { مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ } جزموه وحققوه أنه هو { وَهُمْ } أيضاً { يَعْلَمُونَ } [البقرة: 75] مكابرتهم ومعاندتهم ويجزمونه في نفوسهم بحقيته، ويقولون في خلواتهم: إنا وإن كان النبي الموعود لكن لا نؤمن له؛ لأنه من العرب لا منّاً.

{ وَ } منهم من آمن وصدق ظاهراً لمصلحة دنيوية وهو على خباثته الأصلية ودنائته الجبلية، بل أخبث منها بحيث { إِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } وأخلصوا في إيمانهم { قَالُوۤاْ آمَنَّا } برسولكم الذي هو الرسول الموعود في التوراة يقيناً، وصدقنا جمع ما جاء به من عند ربه { وَإِذَا خَلاَ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ } أي: المنافقين مع المصرين { قَالُوۤاْ } أي: كل من الفريقين للآخر عند المشاورة وبث الشكوى: أترون أمر هذا الرجل كيف يعلو ويرتقي وما هو إلا النبي المؤيد الموعود في كتابنا؟ أي شيء تعلمون يا معاشر اليهود؟ { أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ ٱللَّهُ عَلَيْكُمْ } في كتابكم من وصفه { لِيُحَآجُّوكُم بِهِ } ويغلبوا عليكم ويتقربوا { عِنْدَ رَبِّكُمْ } فالعار كل العار، أم تحرفون الكتاب ولا تسلمونه غيرة وحمية؟ { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } [البقرة: 76] تتفكرون وتتأملون أيها المتيدنون بدين الآباء في أمر هذا الرجل؟ هكذا جرى حالتهم دائماً بأن قالوا بأمثال هذه الهذيانات إلى أن تتفرقوا.

قال لهم يا أكمل الرسل: { أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ ٱللَّهَ } المحيط بظواهركم وبواطنكم { يَعْلَمُ } بالعلم الحضوري { مَا يُسِرُّونَ } من الكفر والتكذيب عناداً ومكابرة { وَمَا يُعْلِنُونَ } [البقرة: 77] من القول الغير المطابق للاعتقاد.