الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَمَآ أَنفَقْتُمْ مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ } * { إِن تُبْدُواْ ٱلصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا ٱلْفُقَرَآءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } * { لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ وَمَا تُنْفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلاَّ ٱبْتِغَآءَ وَجْهِ ٱللَّهِ وَمَا تُنْفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ }

{ وَ } اعلموا أيها المؤمنون أن { مَآ أَنفَقْتُمْ مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِّن نَّذْرٍ } يؤدي على الإنفاق في سبيل الله { فَإِنَّ ٱللَّهَ } الناظر لعباده في كل الأمور { يَعْلَمُهُ } يعلمه الحضوري، ويجازي عليه بأضعافه { وَمَا لِلظَّالِمِينَ } المجاوزين عن حدوده، بمتابعة الشيطان المضل عن سبيل الله { مِنْ أَنْصَارٍ } [البقرة: 270] ينصرهم عند انتقام الله على ما صدر عنهم من الفسوق والعصيان، والتبذيرات الواقعة فيها.

{ إِن تُبْدُواْ ٱلصَّدَقَاتِ } أيها المؤمنون وتظهروها { فَنِعِمَّا هِيَ } أي: نعم شيئاً إبداؤها عند الله وعند المؤمنين { وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا } أي: تعطوها خفية من الناس { ٱلْفُقَرَآءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } من إبدائها لعرائها عن وصمة الرياء، وعن ثوب المن والأذى، وعن لحوق العار على الفقراء { وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ } لستركم ذاته الفقراء الذين يذلون عند أخذها منكم { وَٱللَّهُ } المجازي لكم { بِمَا تَعْمَلُونَ } من الخيرات { خَبِيرٌ } [البقرة: 271] يكفيكم خبرته بمجازاتكم عليه.

ثم قال سبحانه مخاطباً لنبيه كلاماً خالياً عن السترة، ناشئاً عن عين الحكمة: { لَّيْسَ عَلَيْكَ } يا أكمل الرسل { هُدَاهُمْ } أي: أن تجعلهم مهديين إلى طريق الحق، بل ما عليك إلا الإرشاد والتنبيه على مسالك التوحيد، والترغيب على محاسن الأوامر المتعلقة به، والترهيب عن مفاتح المناهي المنافية له { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ } الهادي للكل { يَهْدِي } بتوفيقه { مَن يَشَآءُ } من عباده إلى صراطه لتوصلهم إلى بابه { وَ } قل لهم يا أكمل الرسل نيابة عنا: { مَا تُنْفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ } صدقة أو نذر { فَلأَنْفُسِكُمْ } أي: فهو لكم ونفعاه من نفعكم وانتفاعكم.

{ وَ } قل لهم أيضاً: خير إنفاقكم أنكم { مَا تُنْفِقُونَ } شيئاً { إِلاَّ ٱبْتِغَآءَ وَجْهِ ٱللَّهِ } طالباً لرضاه، شاكراً لنعمه، عارياً عما يشغلكم عن الحق، مائلاً عن مطلق الجزاء؛ إذ لا جزاء أعظم من مطالعة وجهه الكريم { وَ } اعلموا أن { مَا تُنْفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ } على هذه الوجه { يُوَفَّ إِلَيْكُمْ } جزاؤه فوق ما يصفه ألسنة مصنوعاته أو يدرك عقولهم { وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ } [البقرة: 272] لا تنقصون وتخسرون في هذه المعاملة مع الله.