الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَٱلْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ ٱلرَّضَاعَةَ وَعلَى ٱلْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِٱلْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لاَ تُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى ٱلْوَارِثِ مِثْلُ ذٰلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُوۤاْ أَوْلاَدَكُمْ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّآ آتَيْتُم بِٱلْمَعْرُوفِ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } * { وَٱلَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِيۤ أَنْفُسِهِنَّ بِٱلْمَعْرُوفِ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }

{ وَٱلْوَالِدَاتُ } سواءً كانت مطلقات أو غيرها { يُرْضِعْنَ } ولا يضيعن { أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ ٱلرَّضَاعَةَ } أي: يرضعن للأب الذي أراد إتما إرضاع ولده { وَعلَى ٱلْمَوْلُودِ لَهُ } أي: على الأب { رِزْقُهُنَّ } أي: رزق المرضعات { وَكِسْوَتُهُنَّ بِٱلْمَعْرُوفِ } المتعارف { لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا } إذ من سنته سبحانه أن لا يكلف عبده إلا بما يطيقه ويقدر عليه؛ لذلك { لاَ تُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا } بأن ألزم عليها بأنه ولدك لا بد لك أن تسترضعيه بلا أجرةٍ { وَلاَ } يضار أيضاً { مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ } بأن حمل عليه ما ليس في وسعه ن أجرة الرضاعة.

{ وَ } إن لم يكن المولود له موجوداً يجب { عَلَى ٱلْوَارِثِ } الحائز لأمواله { مِثْلُ ذٰلِكَ } أي: ما يجب على المولود له لإرضاع ولده { فَإِنْ أَرَادَا } المولود له والمرضعة قبل انقضاء الحولين { فِصَالاً } فطاماً صادراً { عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ } أي: شورة واقعة بينهما { فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا } في هذا الفطام إن لم يتضرر الرضعي، وإن تضرر فللحاكم أن يمنعها؛ لإفضائه إلى تضييع الرضيع وتخريب بناء الله { وَإِنْ أَرَدتُّمْ } أيها المؤمنون { أَن تَسْتَرْضِعُوۤاْ أَوْلاَدَكُمْ } أي: تطلبوا المرضعة لإرضاع رضيعكم سواء كانت المرضعة أم الرضيع أملا لا { فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّآ آتَيْتُم بِٱلْمَعْرُوفِ } أي: لا ضيق ولا تعب عليكم أن تسلموا باطلريق المعروف المستحسن ما سميتم من الأجرة للإرضاع قبل انقضاء مدة الرضاع { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } عن تضييع الرضيع وتنقيص أجرة المرضعة { وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } [البقرة: 233] يجازيكم على مقتضى علمه.

{ وَٱلَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ } أيها المؤمنون { وَيَذَرُونَ } يتركون { أَزْوَاجاً } واحدة أو اثنتين أو ثلاثاً أو أربعاً فعليهن أن { يَتَرَبَّصْنَ } ينتظرن ويعتددن { بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً } حتى يعلم ويظهر أنهن حاملات أم لا { فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ } بأن تنقضي المدة المذكورة { فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا } أيها الحكام { فَعَلْنَ } إصلاح { فِيۤ أَنْفُسِهِنَّ } من طلب الخطبة والخاطب والناكح والتجسس عنه والعروض عليه إن صدر عنهن هذه الأمور { بِٱلْمَعْرُوفِ } المستحسن في الشرع والعرف، وإلا فعليكم الجناح أيها الحكام عند الله إن لم يمنعوهن { وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ } أيها الحكام من التهاون في إجراء أحكامه وحفظ حدوده { خَبِيرٌ } [البقرة: 234] يؤاخذكم عليه ويجازيكم بمقتضى خبرته.