الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَإِذَا طَلَّقْتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً لِّتَعْتَدُواْ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلاَ تَتَّخِذُوۤاْ آيَاتِ ٱللَّهِ هُزُواً وَٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَآ أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ ٱلْكِتَابِ وَٱلْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } * { وَإِذَا طَلَّقْتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْاْ بَيْنَهُمْ بِٱلْمَعْرُوفِ ذٰلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ ذٰلِكُمْ أَزْكَىٰ لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }

{ وَإِذَا طَلَّقْتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ } أي: قرب انقضاء عدتهن { فَأَمْسِكُوهُنَّ } أي: فعليكم بعدما قرب انقضاء مدة العدة أن تراجعوهن فيها وتمسكوهن { بِمَعْرُوفٍ } مستحسن عقلاً وشرعاً { أَوْ سَرِّحُوهُنَّ } وفارقوهن { بِمَعْرُوفٍ } حتى لا يتضررن بعدم الزواج وطول المدة { وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ } أي: ولا تراجعوهن { ضِرَاراً } أي: بمجرد أن تضروهن { لِّتَعْتَدُواْ } أي: تبقوا مدة طويلة بلا محبة ومودة حتى يأتيهن الموت كما يفعله الجهال غيره وحمية { وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ } الفعلة منكم { فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ } بتعريضها على عقاب الله بإبطال حكمته وتعطيل محل خلقه وقدرته.

{ وَلاَ تَتَّخِذُوۤاْ } أيها المؤمنون { آيَاتِ ٱللَّهِ } النازلة عليكم { هُزُواً } تتهاونون عليها وتأخذونها سهلاً، احذوا عن انتقامه { وَٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ } المنعمة { عَلَيْكُمْ } واشكروا لها { وَ } خصوصاً { مَآ أَنزَلَ عَلَيْكُمْ } لإصلاح حالكم { مِّنَ ٱلْكِتَابِ } المبين لكم طريق المعاش في النشأة الأولى { وَٱلْحِكْمَةِ } الموصلة إلى ذروة التوحيد في النشأة الأخرى لكي { يَعِظُكُمْ بِهِ } فعليكم أن تتعظوا وتتذكروا به { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } عن مساخطته وانتقاماته ولا تتجاوزوا عن حدوده المبينة في كتابه { وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ } المحيط بكم وبحالاتكم { بِكُلِّ شَيْءٍ } صدر عنكم من الخير والشر والنفع والضر العائد لنفوسكم { عَلِيمٌ } [البقرة: 231] بالعلم الحضوري، لا يعرب عن علمه شيء مما ظهر وكان، ويظهر ويكون.

{ وَإِذَا طَلَّقْتُمُ } أيها المؤمنون { ٱلنِّسَآءَ فَبَلَغْنَ } بعد الطلاق { أَجَلَهُنَّ } من المعدة المفروضة المقدرة لاستبراء الرحم { فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ } أي: لا تحبسوهن ولا تعيروهن إن أردن { أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْاْ بَيْنَهُمْ بِٱلْمَعْرُوفِ } كما يفعله الجهال من الحمية الجاهلية { ذٰلِكَ } التذكر والعظمة المنزلة من عند الله { يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ } بجميع ما أنزل من الأحكام والمواعظ { وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } بجميع ما فيه من النكال والعذاب والحساب العقاب { ذٰلِكُمْ } أي: الأحكام والمواعظ والأخلاق والآداب { أَزْكَىٰ لَكُمْ } لتزيكة نفوسكم من الأهواء والآراء الباطلة { وَأَطْهَرُ } لقلوبكم عن متابعتها { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ } مصالح عباده { وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } [البقرة: 232] فعليكم الامتثال والانقياد على وجه التعبد.