الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَلاَ تَنْكِحُواْ ٱلْمُشْرِكَاتِ حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنْكِحُواْ ٱلْمُشِرِكِينَ حَتَّىٰ يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَـٰئِكَ يَدْعُونَ إِلَى ٱلنَّارِ وَٱللَّهُ يَدْعُوۤاْ إِلَى ٱلْجَنَّةِ وَٱلْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } * { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَٱعْتَزِلُواْ ٱلنِّسَآءَ فِي ٱلْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ ٱلْمُتَطَهِّرِينَ } * { نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنْفُسِكُمْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّكُمْ مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ }

{ وَ } من جملة الأحكام الموضوعة لإصلاحكم أن { لاَ تَنْكِحُواْ } أيها المؤمنون النساء { ٱلْمُشْرِكَاتِ } الكافرات { حَتَّىٰ يُؤْمِنَّ } لئلا يختلط ماؤكم بمهائن، وليوجد الولد على فطرة الإسلام { وَ } اعلموا أيها المؤمنون { لأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ } لكم أن تنكحوها { خَيْرٌ مِّن } حرةٍ { مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ } مالها وجمالها { وَلاَ تُنْكِحُواْ } أيتها المؤمنات { ٱلْمُشِرِكِينَ } الكافرين { حَتَّىٰ يُؤْمِنُواْ وَ } اعلمن أيتها المؤمنات { لَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ } لنكاحكن { خَيْرٌ مِّن } حرٍ { مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ } ماله وجماله؛ إذ لا كفاءة بين المؤمن والكافر { أُوْلَـٰئِكَ } المشركون والمشركات { يَدْعُونَ } أي: يريدون دعوتكم { إِلَى ٱلنَّارِ } المتفرعة على شركهم وكفرهم { وَٱللَّهُ } الهادي لكم إلى اختلاط المؤمنين والمؤمنات، الحافظ لمكافأتكم في النكاح والإنكاح { يَدْعُوۤاْ إِلَى ٱلْجَنَّةِ } المتفرعة على الإيمان والتوحيد { وَٱلْمَغْفِرَةِ } المسلتزمة لدفع الآثام والمعاصي { بِإِذْنِهِ } بتوفيقه وإقداره { وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ } أي: أحكامه وآدابه وأخلاقه في كتابه { لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } [البقرة: 221] رجاء أن يتذكروا ويتعظوا بها ليهتدوا إلى زلال التوحيد.

{ وَيَسْأَلُونَكَ } أيضاً { عَنِ ٱلْمَحِيضِ } روي أن أهل الجاهلية كانوا لم يسكانوا لحيِّض ولم يؤاكلوها كفعل اليهود والمجوس، واستمر ذلك إلى أن سألوا أبا الدحداح مع جمع من الصحابة عن ذلك فنزلت: { قُلْ هُوَ أَذًى } مؤذٍ يتأذى منه من يقربه { فَٱعْتَزِلُواْ ٱلنِّسَآءَ فِي ٱلْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ } بالإتيان والوقاع لا بالمصاحبة والمخالطة والمؤاكلة { حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ ٱللَّهُ } قاصدين فيه حكمة إبقاء نوع الإنسان المستخلف عن الله { إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّابِينَ } عن الميل إلى خلاف ما أمر الله به { وَيُحِبُّ ٱلْمُتَطَهِّرِينَ } [البقرة: 222] عن الأناس الظاهرة والباطنة.

{ نِسَآؤُكُمْ } أيها المؤمنون { حَرْثٌ لَّكُمْ } أي: موضع حراثتكم ومحل إتيانكم { فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ } مقبلين أو مدبرين، روي أن اليهود كانوا يقولون: من جامع امرأته من جانب دبرها كان ولده أحول، رد الله عليهم بهذه الآية { وَقَدِّمُواْ لأَنْفُسِكُمْ } أيها المستكشفون عن سرائر الأمور من الحكم والأسرار المودعة في التلذذ والنزول والانبعاث والشوق والانتعاش، وأنواع الكيفيات المستحدثة عند الوقاع لإيجاد النسل وإبقاء النوع، ولا تغفلوا عن سرائره، ولا تطمئوا بمجرد قضاء الشهوة كالحيوانات العُجم { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } عن الخيانة والخباثة، والإتيان إلى غير المآتي المأمورة في الشرع، وغير ذلك من المحظورات المسقطة لحرمات الله الواقعة في أمر الجماع والاجتماع؛ إذ هو منزلة إقدام أولي الأحلام من عظماء الأنام { وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّكُمْ } بأجمعكم { مُّلاَقُوهُ } سبحانه فتزودوا بزادٍ يليق بجانبه { وَبَشِّرِ } يا أكمل الرسل { ٱلْمُؤْمِنِينَ } [البقرة: 223] القائمين بحدود الله، المحافظين عليها دائماً، الخائفين من خشية الله، الراجين من رحمة الله بأن لهم عند ربهم روضة الرضاء وجنة التسليم.