الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ يَآأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلاَةِ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ } * { وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ ٱللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ } * { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ ٱلْخَوْفِ وَٱلْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ ٱلأَمَوَالِ وَٱلأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ ٱلصَّابِرِينَ } * { ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا للَّهِ وَإِنَّـآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } * { أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ }

ثم إنه لما بالغ سبحانه في التنبيه والإرشاد، وناداهم رجاء أن يتنبهوا مع أن فطرتهم الأصلية على التوحيد الذاتي، فقال: { يَآأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بتوحيد الذات { ٱسْتَعِينُواْ } لتحققه وانكشافه { بِٱلصَّبْرِ } على ما جرى عليكم من الحوادث المنفرة لنفوسكم { وَٱلصَّلاَةِ } أي: الميل والتوجه إلى جنابه لجميع الأعضاء والجوارح { إِنَّ ٱللَّهَ } المعبر به عن الذات الأحدية { مَعَ ٱلصَّابِرِينَ } [البقرة: 153] المتحملين للبلاء لو كوشفوا.

رب اجعلنا منه بفضلك وكرمك.

{ وَ } مما يستعان فيه بالصبر إلى أن ينشكف سترة: الجهاد لذلك { لاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ ٱللَّهِ } طالباً الوصول إلى بابه { أَمْوَاتٌ } كالأموات الأخر { بَلْ أَحْيَاءٌ } بحية الله الأزلي السرمدي { وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ } [البقرة: 154] بحياتهم بحياتكم المستعارة المستهلكة في الحياة الأزلية، بل هي عكس منها موت في نفسها.

{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ } والله لنختبرن ولنجربن تمكنكم ورسوخكم في توحيد الذات { بِشَيْءٍ } قليلٍ مما يشعر بالكثرة والاثنينية { مِّنَ ٱلْخَوْفِ } الحاصل من المنفرات الخارجية: مثل الحرق والغرق والعدو وغير ذلك { وَٱلْجُوعِ } الحاصل من المنفرات الداخلية، كالحرص والأمل والبخل وغيرها { وَنَقْصٍ مِّنَ ٱلأَمَوَالِ } التي يميل قلوبكم إليها بالطبع { وَٱلأَنفُسِ } التي تظاهرون وتفتخرون بها من الأولاد والإخوان والأقارب والعشائر { وَٱلثَّمَرَاتِ } المرتبة على الأموال والأولاد من الجاه، والمظاهرة في الغلبة على الخصماء { وَبَشِّرِ } يأ اكمل الرسل { ٱلصَّابِرِينَ } [البقرة: 155] من أهل التوحيد وهم:

{ ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ } بلسان الجمع: { إِنَّا } ظلال { للَّهِ } الواحد الأحد المتجلي بأسمائه الحسنى، وصفاته العليا في النشأة الأولى { وَإِنَّـآ } بعد رجوعنا في النشأة الأخرى { إِلَيْهِ } لا إلى غيره من الأظلال { رَاجِعُونَ } [البقرة: 156] عائدون صائرون رجوع الظل إلى ذل ظل.

{ أُولَـٰئِكَ } السعداء المتمكنون في مقر التوحيد المنزهون عن الإطلاق والتقييد { عَلَيْهِمْ } لا على غيرهم من أصحاب المراتب { صَلَوَاتٌ } ميول وتوجيهات متشبعة من بحر الذات، جارية من جداول الأوصاف والأسماء إلى فضاء الظهرو؛ لإنبات المعارف والحقائق الموصلة إلى النعيم الدائم السرمدي واللذة المستمرة الأبدية، نازلة لهم دائماً { مِّن رَّبِّهِمْ } الذي أوصلهم إلى مقر عزه { وَرَحْمَةٌ } شاملة لهم ولغيرهم من سعتها { وَأُولَـٰئِكَ } الواصلون { هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ } [البقرة: 157] إلى المبدأ الحقيقي والمنزل الأصلي.