الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } * { وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } * { قُولُوۤاْ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَآ أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَٱلأَسْبَاطِ وَمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ ٱلنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }

{ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ } مضت { لَهَا مَا كَسَبَتْ } من العزائم الدينية، وعليها ما اكتسبت من الجرائم المتعلقة به بحسب ذلك الزمان { وَلَكُمْ مَّا كَسَبْتُمْ } من فوائد الإيمان والإسلام، و عليكم ما اكتسبتم من غوائل الكفر والطغيان بحسب زمانكم هذا؛ إذ لك منكم ومنهم لم يجز إلا بما عمل وكسب { وَلاَ تُسْأَلُونَ } وتؤاخذون أنتم { عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [البقرة: 134] من السيئات، كما لا تثابون من حسناتهم بل كل امرئ بما كسب رهين.

{ وَ } إن { قَالُواْ } أي: كل من الفريقين لكم { كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَىٰ } لكي { تَهْتَدُواْ } إلى طريق الحق { قُلْ } لهم لا نتبع آراءكم الفاسدة وأهواءكم الباطلة { بَلْ } نتبع { مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً } مائلاً عن الآراء الباطلة مهذباً منها { وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } [البقرة: 135] بالله باعتقاد الوجود لغير الله.

{ قُولُوۤاْ } لهم في مقابلة قولهم أيها المؤمنون المتبعون لملة إبراهيم، إرشاداً لهم وإسماعاً إياهم طريق الحق: { آمَنَّا بِٱللَّهِ } الواحد المتجلي في الآفاق بالاستحقاق بأسمائه الحسنى وصفاته العليا { وَ } آمنا أيضاً { مَآ أُنْزِلَ إِلَيْنَا } بوسيلة رسولنا من الكتاب المبين لمصلحتنا، المتعلق بمبدئنا ومعادنا في زماننا { وَ } آمنا آيضاً { مَآ أُنزِلَ } إلى المتبوعين الماضين { إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَٱلأَسْبَاطِ } المورثين وديننا { وَ } كذلك آمنا { مَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ } من الكتب والآيات الدالة على توحيد الذات وتصديق من جاء به من عند ربه { وَ } الحاصل أنا آمنا بجميع { مَا أُوتِيَ ٱلنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ } لإهداء المضلين من عباده إلى توحيده { لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ } بالإيمان والإنكار، بل نؤمن بجميعهم ونصدقهم؛ لكونهم هادين إلى توحيد الله وإن تفاوتت طرقهم { وَنَحْنُ لَهُ } لتوحيد الله { مُسْلِمُونَ } [البقرة: 136] منقادون متوجهون؛ وإن بين بطرقٍ متعددةٍ وكتبٍ مختلفةٍ بحسب الأعصار والأزمان المتوهمة من تجليات الذات بالأسماء والصفات.