الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ قَالَ هَـٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّآءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً } * { وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً } * { وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضاً } * { ٱلَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَآءٍ عَن ذِكْرِي وَكَانُواْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً } * { أَفَحَسِبَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَن يَتَّخِذُواْ عِبَادِي مِن دُونِيۤ أَوْلِيَآءَ إِنَّآ أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً } * { قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِٱلأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً } * { ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً } * { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَزْناً } * { ذَلِكَ جَزَآؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُواْ وَٱتَّخَذُوۤاْ آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ ٱلْفِرْدَوْسِ نُزُلاً } * { خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً } * { قُل لَّوْ كَانَ ٱلْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ ٱلْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً } * { قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَاً }

فلما تم السد واستوى { قَالَ } ذو القرنين مسترجعاً إلى الله شاكراً لأنعمه: { هَـٰذَا } أي: إتمام هذه السد على الوجه الأسَدّ الأحكام { رَحْمَةٌ } نازلةُ عليّ { مِّن رَّبِّي } إذ لولا توفيقه وتمكينه لما صدر عني بقوتي أمثال هذا { فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ رَبِّي } وقرُب قيام الساعة، وظهر أماراتها وأشراطها.

ومن جملة أماراتها: خروج يأجوج ومأجوج { جَعَلَهُ } سبحانه هذا السد السديد الرفيع { دَكَّآءَ } أي: مدكوكاً مسوى مفتتاً أجزاؤه؛ بحيث لم يبقَ له ارتفاع أصلاً، وهم حينئذ يخرجون على الناس { وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي } بقيام الساعة واستواء الأ { ض، وكونها دكاً بحيث لا عِوجَ لها ولا أمتاً { حَقّاً } [الكهف: 98] ثابتاً محققاً لا شبهة فيهز

ثم قال سبحانه: { وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ } اي: وبعدما جعلنا الأرض مبسوطة مدكوكة بمقتضى قهرنا وجلالنا، وجعلنا السد السديد الرفعيت المنيع مسوى، أخرجنا يأجوج ومأجوج بإقدارنا إياهم بالخروج، وتركنا بعض الناس يموج ويزدحم ويدخل من صولتهم واستيلائهم بعضاً مضطربين ومضطرين، { وَ } هم في ذلك الاضراب والتشتت من استيلاْ أولئك الظلمة القهارين القتّالين { وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ } للحشر إلى المحشر وقامت الطامة الكبرى { فَجَمَعْنَاهُمْ } حينئذ؛ أي: جميع الخلائق للعرض والحساب { جَمْعاً } [الكهف: 99] مجتمعين في المحشر.

{ وَ } بعد جمعنا إياهم { عَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ } أي: يوم الحشر { لِّلْكَافِرِينَ } المعرضينَ المكذبينَ للرسل والكتب، المنكرينَ ليوم العرض والجزاء { عَرْضاً } [الكهف: 100] على سبيل الإلزام والتبكيت للقوم { ٱلَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ } في النشأة الأولى { فِي غِطَآءٍ } وغشاوةٍ كثيفةٍ { عَن ذِكْرِي } أي: عن آياتي الدالة على ذكري المؤدي إلى التفكر والتدبر في آلائي ونعمائي، المؤدي إلى ملاحظة ذاتي المنتهية إلى المكاشفة والمشاهدة للمؤنين المؤَيدين من عندي، المنجذبين نحو توحيدي { وَكَانُواْ } أيضاً { لاَ يَسْتَطِيعُونَ } ولا يقدرون { سَمْعاً } [الكهف: 101] أي: إصغاءً والتفاتاً؛ اي: استماع كلمة الحق لتعطيلهم من خبث فطرتهم وطينتهم نعمةَ الحق الموهوبة لهم لاستماع كلمة الحق وإصفاء دلائل التوحيد عن مقتضاها.

ثم قال سبحانه على سبيل التقريع والتوبيخ للكفرة المشركين المتخذين آلهة سوى الله من مصنوعاته ومخلوقاته: { أَفَحَسِبَ } وظن القوم { ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } وأشركوا بسبب { أَن يَتَّخِذُواْ عِبَادِي مِن دُونِيۤ } مثل عزير وعيسى وجميع الأوثان والأصنام { أَوْلِيَآءَ } آلهة يعبدونهم كعبادتي أنا لا نأخذهم ولا ننتقم منهم في يوم الجزاء؟! كلا وحاشا.

وكيف لا نأخذهم { إِنَّآ } من كمال قهرنا وغضبنا على من أشرك بنا غيرناَ، وأثبت إلهاً سوانا { أَعْتَدْنَا } وهيأنا { جَهَنَّمَ } البعد والخذلان الممتلة بنيران الحرمان { لِلْكَافِرِينَ } المعرضين عن مقتضيات آياتنا وكتبنا ورسلنا { نُزُلاً } [الكهف: 102] أي: منزلاً معداً ينزلون فيها يوم الجزاء نزول المؤمنين في جنة الوصال ومقر الآمال.

{ قُلْ } يا أكمل الرسل للمشركين المتخذين أرباباً من دون الله من مصنوعاته، يعبدونهم مثل عبادته، وينكرون توحيده، ويكذبون كتبه ورسله المبينة لأحوال النشأتين { هَلْ نُنَبِّئُكُم } أي: نخبركم ونرشدكم أيها المنهمكون في الخسران والطغيان { بِٱلأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً } [الكهف: 103] أي: العاملين الذين خسروا من جهة أعمالهم مع أنهم زعموا الربح فيها.

السابقالتالي
2 3 4