الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْغَاوِينَ } * { وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ } * { لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ } * { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } * { ٱدْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ } * { وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَٰناً عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَـٰبِلِينَ } * { لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ } * { نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ } * { وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ ٱلْعَذَابُ ٱلأَلِيمُ } * { وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ } * { إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلاماً قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ } * { قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ } * { قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَىٰ أَن مَّسَّنِيَ ٱلْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ } * { قَالُواْ بَشَّرْنَاكَ بِٱلْحَقِّ فَلاَ تَكُن مِّنَ ٱلْقَانِطِينَ } * { قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ ٱلضَّآلُّونَ } * { قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا ٱلْمُرْسَلُونَ } * { قَالُواْ إِنَّآ أُرْسِلْنَآ إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ }

{ إِنَّ عِبَادِي } الذين هم تحت قبابي { لَيْسَ لَكَ } أيها المضل المغوي { عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ } أي: استيلاء وغلبة { إِلاَّ مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْغَاوِينَ } [الحجر: 42] الضالين بإغوائك عن منهج اليقين، وهم وإن كانوا من جنسهم صورةً ليسوا منهم حقيقةً.

{ وَإِنَّ جَهَنَّمَ } البعد والخذلان { لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ } [الحجر: 43] أي: تابعاً ومتوبعاً.

{ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ } على عدد مداخلها من الشهوات السبعة المقتضية إياها، المذكورة في كريمةزُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ ٱلشَّهَوَاتِ مِنَ ٱلنِّسَاءِ وَٱلْبَنِينَ } [آل عمران: 14].

{ لِكُلِّ بَابٍ } من الأبواب السبعة الجهنمية { مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ } [الحجر: 44] أي: طائفة مفروزة منهم بالدخول من كل بابٍ، وإن كان الكل شريكاً في الكل.

ثمَّ قال سبحانه على مقتضى سنته المستمرة: { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ } المخلِّصين نفوسهم عن وسوسة الشياطين { فِي جَنَّاتٍ } منتزهاتٍ من العلم والعين والحق { وَعُيُونٍ } [الحجر: 45] جاريات من زلال الحقائق والمعارف، صافياتٍ عن كدر الرياء ودرن التقليدات.

ويقول لهم الملائكة حين وجدانهم متصفين بحيلة التقوى: { ٱدْخُلُوهَا بِسَلامٍ } أي: سالمين عن شدائد الحساب وصعوبته { آمِنِينَ } [الحجر: 46] عن خوف العذاب والعقاب.

{ وَ } كيف لا يكونون سالمين آمنين؛ إذ { نَزَعْنَا } وأخرجنا بنور الإيمان والتوحيد { مَا فِي صُدُورِهِم } وضمائرهم { مِّنْ غِلٍّ } أي: حقدٍ وحسدٍ متمكن في نفوسهم، متعلق لبني نوعهم حتى صاروا { إِخْوَٰناً } أصدقاء متكئين { عَلَىٰ سُرُرٍ } متساوية من الصداقة { مُّتَقَـٰبِلِينَ } [الحجر: 47] متناظرين مطالعين كل منهم في مرآة أخيه محامد أخلاقه، ومحاسن شيمه.

{ لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ } [الحجر: 48] حتى يخافوا منه، بل هم فيها خالدون مخلدون، مستمرون ما شاء الله.

ثمَّ قال سبحانه تسليةً لعموم عباده، وتبشيراً لهم بسعة فضله ورحمته: { نَبِّىءْ } أي: أخبر وأعلم يا أكمل الرسل المبعوث على كافة الأمم عموم { عِبَادِي } مؤمنهم وكافرهم، مطيعهم وعاصيهم { أَنِّي } من كمال برّي ومرحمتي إياهم { أَنَا ٱلْغَفُورُ } المبالغ في الستر والعفو لمن استرجع إلي، واستغفر عن ظهر القلب، وأناب عن محض الندم { ٱلرَّحِيمُ } [الحجر: 49] لهم، أرحمهم وأقبل منهم توبتهم، وأعفو عنهم زلتهم.

{ وَ } أي: محنة وعناء حتى يشوشوا بها { وَمَا هُمْ مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ } نبئهم أيضاً { أَنَّ عَذَابِي } وانتقامي وبطشي على من أصر على عنادي، واستمر على ترك طاعتي وانقيادي { هُوَ ٱلْعَذَابُ ٱلأَلِيمُ } [الحجر: 50] المؤلم المستمر الذي لا نجاة لأحد فيه.

{ وَ } إن أنكروا على إنعامي وانتقامي { نَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ } [الحجر: 51] تبييناً وتوضيحاً لهم.

وقت { إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ } جرد مرد، صباح ملاح { فَقَالُواْ } ترحيباً وتكريماً: { سَلاماً } أي: نسلم عليك سلاماً، ثمَّ لما تفرس إبراهيم بنور النبوة أنهم ملائكة جاءوا بأمر خطير { قَالَ } على سبيل المخالفة: { إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ } [الحجر: 52] أي: خائفون؛ لأنهم جاءوا هفوة، ودخلوا عليه بغتة بلا إذن واستئذان على عادة المسافرين، ولا يظهر عليه أثر السفر.

السابقالتالي
2