الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَمُنُّ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَآ أَن نَّأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَعلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } * { وَمَا لَنَآ أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى ٱللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَآ آذَيْتُمُونَا وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ }

{ قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ } مسلمين منهم المشاركة في الجنس: { إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ } نشارك لكم في جميع أحوال البشر وأوصافه { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ } المنعم المفضل { يَمُنُّ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ } بمقتضى جوده وأحسانه بفضائل مخصوصة وكرائم غير شاملة على تفاوت مراتبهم واستعدادتهم المثبتة في علم الله { وَ } أما أمر مقترحاتكم فإنه { مَا كَانَ } أي: صح وجاز { لَنَآ أَن نَّأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ } تقترحون { إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } أي: بتوفيقه ووحيه وإقداره إن تعلق إرادته بصدورها منا { وَعلَى ٱللَّهِ } لا على غيره من الأسباب والوسائل العداية { فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } [إبراهيم: 11] الموحدون المفوضون أمورهم كلها إلى الله أولاً وبالذات، ولا يعتقدون الحول والقوة إلا بالله المستقل في ذاته وأوصافه وأفعاله.

{ وَ } بعدما آيسوا عنهم وعن صلاحهم اشتغلوا إلى تزكية نفوسهم { مَا لَنَآ } أي: أي عذر عرض لنا { أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى ٱللَّهِ } المصلح لأحوالنا، فلِمَ لَمْ نتخذه وكيلنا وكفيلنا؟ { وَ } الحال أنه سبحانه بمقتضى لطفه وجماله { قَدْ هَدَانَا } وأوضح لنا { سُبُلَنَا } التي نسلك بها نحو توحيده وعرفانه، وإن ما جرى علينا من المنافع والمضار إنما هو من عنده وبمقتضى مشيئته وإرادته { وَ } الله بعدما تحققنا بمقام التوحيد، وتمكنا في مقر التجريد والتفريد { لَنَصْبِرَنَّ } على جميع { عَلَىٰ مَآ آذَيْتُمُونَا } بالرد والإنكار وغير ذلك من الاستهزاء وسوء الأدب، وكيف لا نصبر؛ إذ الكل بيده سبحانه وبحيطة حضرة قدرته وإرادته، إنما وصل إلينا ابتلاء منه سبحاه إيانا واختباراً { وَ } بعدما تحقق وبيَّن أن الكل من عنده { عَلَى ٱللَّهِ } المستقل في جميع التصرفات والأفعال في كل الأمور والأحوال { فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ } [إبراهيم: 12] الموحدون، المفوضون أمورهم كلها إليه؛ لذلك بذلوا مهجهم في طريق التوحيد وإعلاء كلمته.