الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَقَالَ ٱلَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَٱدَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاْ أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ } * { يُوسُفُ أَيُّهَا ٱلصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّيۤ أَرْجِعُ إِلَى ٱلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ } * { قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعُ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ } * { ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذٰلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ } * { ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذٰلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ ٱلنَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ }

{ وَ } بعدما عجز الملأ عن تعبير رؤيا الملك، واجتمعوا على أنها أضغاث أحلام { قَالَ ٱلَّذِي نَجَا مِنْهُمَا } أي: من صاحبي السجن، وهو الشرابي الموصى له بالذكر فنسي { وَٱدَّكَرَ } بهذا التقريب ما أوصى أنه يوسف { بَعْدَ أُمَّةٍ } أي: بعد مديدة { أَنَاْ أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ } [يوسف: 45] فأرسله الملك ودخل عليه، فقال: يا { يُوسُفُ أَيُّهَا ٱلصِّدِّيقُ } الصدوق في تأويل الرؤيا { أَفْتِنَا } وعبر لنا { فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ } ملتفتةً إلى سبعٍ أخر { وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ } عبر لي هذه الرؤيا { لَّعَلِّيۤ أَرْجِعُ } بتأويلها { إِلَى ٱلنَّاسِ } الذين عجزوا عن تعبيره وصيروه من الأباطيل والتخليطات الساقطة عن درجة التغيير والتأويل { لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ } [يوسف: 46] تأويله ويفحمون عما يقولون؛ إذ الرؤيا للملك، وهم جعلوها من قبيل الأضغاث، وأنت إذا عيرتها أرجو أن تتخلص من هذا السجن.

{ قَالَ } يوسف مؤولاً للرؤيا مدبراً فيه طريق المعاش؛ لئلا يضطروا في تدبيره: { تَزْرَعُونَ سَبْعُ سِنِينَ دَأَباً } على ما هو دأبكم وعادتككم { فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ } واتركوه { فِي سُنبُلِهِ } أي: فعليكم أن تدخروا ما حصدتم في سني الخصب بأن تتركوه في سنبله ولا تفرقوه منه ولا يدوسوه؛ لئلا يقع فيه السوس { إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ } [يوسف: 47] في تلك المدة.

{ ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذٰلِكَ } أي: بعد انقضاء سني الخصب والرخاء { سَبْعٌ شِدَادٌ } ذوي جدب وعناء، لا ينبت فيها الزرع وفي تلك المدة { يَأْكُلْنَ } أي: أهلها جميع { مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ } وادخرتم لهن في سني الخصب { إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ } [يوسف: 48] أي: تحرزونه وتحفظونه للبذر.

{ ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذٰلِكَ } أي: بعد انقضاء السبع الشداد { عَامٌ } ذو بركة ورخاء { فِيهِ يُغَاثُ } ويمطر { ٱلنَّاسُ } بعدما مُنعوا القطر مدة مديدة { وَ } صار الناس من كمال الخصب { فِيهِ يَعْصِرُونَ } [يوسف: 49] الأدم من العنب والخرنوب وأنواع الحبوب.

كل ما جاء به يوسف عليه السلام من التأويل والتدبير مستند إلى الوحي والإلهام والعلم بدقائق المناسبات الواقعة بين ذرائر الأكوان.