الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا ٱذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ ٱلشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي ٱلسِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ } * { وَقَالَ ٱلْمَلِكُ إِنِّيۤ أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يٰأَيُّهَا ٱلْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّءْيَا تَعْبُرُونَ } * { قَالُوۤاْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ ٱلأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ }

{ وَقَالَ } يوسف { لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا } وهو الشرابي: { ٱذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ } أي: اذكر حالي لملك عند ملاقاتك، وقل له أن رجلاً سُجن بلا جرم صدر عنه، وأوصاه به على طمع أن يستخلصه ويستكشف عن أمره، ولم يستثن مع أن المناسب بحاله ورتبته العلية الاتكال على الله، والتبتل نحوه بلا التفات إلى الغير أصلاً، والرضا بما جرى عليه من القضاء، والتصبر على هجوم البلاء وتزاحم المكروهات، فضلاً عن أن يستعد بلا استثناء، وذلك قبل الوحي { فَأَنْسَاهُ ٱلشَّيْطَانُ } للناجي { ذِكْرَ رَبِّهِ } أي: ذكر حال يوسف عند الملك حين جلس في مجلسه وسقى له خمراً { فَلَبِثَ } وبقيى يوسف بسبب ترك الاستثناء والاستخلاص من المصنوع الأرذل الأنزل والاستعانة منه { فِي ٱلسِّجْنِ } بعد لبثه خمساً { بِضْعَ سِنِينَ } [يوسف: 42] أي: سبعً بعد الخمس؛ مجاراة عله وانتقاماً عنه، كما قال صلى الله عليه وسلم: " رحم الله أخي يوسف لو لم يقل: اذكرني عند ربك لما لبث في السجن سبعاً بعد الخمس ".

{ وَ } بعدما لبث في السجن بضعاً هيأ سبحانه سبباً بأن { قَالَ ٱلْمَلِكُ } وهو ريان بن الوليد لأصحابه يوماً: { إِنِّيۤ أَرَىٰ } في المنام { سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَ } أرى أيضاً { سَبْعَ سُنْبُلاَتٍ خُضْرٍ وَ } سبعاً { أُخَرَ يَابِسَاتٍ } قد التففن على السبع الخضر فغلبن عليها، من في ملكه من أهل التنجيم والتكهن وجميع العلماء والصلحاء وعرضها عليهم وقال: { يٰأَيُّهَا ٱلْمَلأُ أَفْتُونِي } في رؤياي؛ أي: عبروها وأولوها { فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّءْيَا تَعْبُرُونَ } [يوسف: 43] إي: إن كنتم من أهل التعبير والصور والعبرة والاعتبار.

فلما سمعوا قوله وتأملوا في رؤياه { قَالُوۤاْ } بأجمعهم متفقين: هذه { أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ } أي: أباطيل صورتها المتخلية وخالطتها تخليطاً إلى حيث لا يقبل التعبير والتأويل أصلاً { وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ ٱلأَحْلاَمِ } الباطلة { بِعَالِمِينَ } [يوسف: 44] معبرين.