الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ } * { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِٱللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ } * { أَفَأَمِنُوۤاْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ ٱللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } * { قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِيۤ أَدْعُو إِلَىٰ ٱللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }

{ وَكَأَيِّن } أي: كثير { مِّن آيَةٍ } دالة على وجود الصانع وتوحيده واستقلا له في التصرف في الآثار كائنة { فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } أي: العلويات والسفليات، أو عالم الأسماء والصفات وعالم الطبيعة المنعكسة منها { يَمُرُّونَ عَلَيْهَا } مرور غفلة وذهول { وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ } [يوسف: 105] لا يعتبرون منها ولا يتأملون فيها وفي رموزها وإشاراتها، وذلك من كمال توغلهم في الكثافة والحجب الظلمانية، ونهاية تدنسهم بأدناس الطبيعة الهيولانية.

{ وَ } لذلك { مَا يُؤْمِنُ } ويوقن { أَكْثَرُهُمْ بِٱللَّهِ } المستغني في ذته عن جميع المظاهر، المستقل بوجوده بحيث لا وجود لغيره أصلاً { إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ } [يوسف: 106] مشتركون من مصنوعاته في استحقاق العبادة ما لا وجود له في نفسه أصلاً.

أيغفلون أولئك المسرفون عن مكر الله؟! { أَفَأَمِنُوۤاْ } عن كمال قدرته على الانتقام ولم يخافوا { أَن تَأْتِيَهُمْ } وترسل عليهم { غَاشِيَةٌ } أي: عقوبة هائلة نازلة { مِّنْ عَذَابِ ٱللَّهِ } في هذه النشأة تغشيهم وتحيط بهم { أَوْ تَأْتِيَهُمُ ٱلسَّاعَةُ } الموعودة { بَغْتَةً } فجأة { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } [يوسف: 107] أماراتها وعلاماتها؟!.

وإن أصروا على كفرهم وإشراكهم باللهو، عدم الالتفات بك وبقولك { قُلْ } لهم يا أكمل الرسل مجاراة عليهم: { هَـٰذِهِ سَبِيلِيۤ } أي: الدعوة إلى التوحيد وإعداد الزاد ليوم المعاد طريقي، وأنا بُعثت لأجلها { أَدْعُو إِلَىٰ ٱللَّهِ } أي: إلى توحيد كافة عباده { عَلَىٰ بَصِيرَةٍ } تامة فائضة عليَّ من عنده سبحانه { أَنَاْ } أي: أدعو أنا لمقتضى الوحي والإلهام { وَمَنِ ٱتَّبَعَنِي } من خيار أمني بوسيلة إرشادي وإهدائي إليهم { وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ } أي: أنزهه تنزيهاً تاماً عن معتقدات أهل الزيغ والضلال في حقه سبحانه { وَمَآ أَنَاْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } [يوسف: 108] أي: أبرئ نفسي عما هم عليه من الشرك المنافي للتوحيد.