الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْاْ رُسُلَهُ وَٱتَّبَعُوۤاْ أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ } * { وَأُتْبِعُواْ فِي هَـٰذِهِ ٱلدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ أَلاۤ إِنَّ عَاداً كَفَرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْداً لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ } * { وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُمْ مِّنَ ٱلأَرْضِ وَٱسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَٱسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ } * { قَالُواْ يٰصَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَـٰذَا أَتَنْهَانَآ أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَآ إِلَيْهِ مُرِيبٍ }

{ وَتِلْكَ } العصاة الغواة المقهورون بقهر الله وغضبه { عَادٌ } المبالغون في العتو والعناد { جَحَدُواْ } من غاية غفلتهم وغرورهم { بِآيَاتِ رَبِّهِمْ } المنزلة على ألسنة رسله { وَعَصَوْاْ رُسُلَهُ } بالتكذيب والاستحقار لاستلزام الواحد تكذيب الجميع { وَٱتَّبَعُوۤاْ } من غاية جهلهم ونهاية بغضهم مع الله ورسله { أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ } مبالغ في التجبر والتكبر { عَنِيدٍ } [هود: 59] متناه في المكابرة والعناد، فتركوا متابعة الداعي لهم إلى سبيل الرشا.

{ وَ } لذلك { أُتْبِعُواْ فِي هَـٰذِهِ ٱلدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } أي: صاروا متبوعين للطرد والتخذيل في النشأة الأولى والأخرى { أَلاۤ } تنبهوا يا أولي الأبصار والاعتبار { إِنَّ عَاداً } المعاندين { كَفَرُواْ رَبَّهُمْ } نعمه وجحدوا توحيده { أَلاَ بُعْداً } طردً وتخذيلاً وتبعيداً عن ساحة عز احضور { لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ } [هود: 60] أردفه بعطف البيان للتمييز عن عاد إرم.

{ وَ } بعدما انقرضوا وانقهروا بما انقهروا أرسلنا { إِلَىٰ ثَمُودَ } حين ظهروا بالكفر والشقاق والانصراف عن منهج الرشاد باتخاذ الأوثان آلهة { أَخَاهُمْ صَالِحاً } لأنه أولى وأليق لإرشادهم وإهدائهم { قَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ } الواحد الأحد الفرد الصمد، الذي { لَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ } [الإخلاص: 4] ولا تشركوا به شيئاً؛ إذ { مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ } موجد مظهر لكم من كتم العدم { غَيْرُهُ } بل { هُوَ } بذاته وأسمائه وأوصافه الذاتية والفعلية { أَنشَأَكُمْ } وأظهركم { مِّنَ ٱلأَرْضِ } بامتداد أظلال أسمائه ورش نوره { وَ } بعدما أظهرمك منها { ٱسْتَعْمَرَكُمْ } واستبقاكم { فِيهَا } ورباكم بأنواع اللطف والكرم عليها { فَٱسْتَغْفِرُوهُ } واسترجعوا إليه على ما فرطتم في حقه { ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ } مخلصين نادمين عسى أن يقبل منكم ويعفو عن زلاتكم { إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ } لكم يعلم توبتكم وإخلاصكم فيها { مُّجِيبٌ } [هود: 61] يجيب دعوتكم ويعفو زلتكم.

{ قَالُواْ } بعدما سمعوا دعوته وتذكيره: { يٰصَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً } أي: مستشاراً ومؤتمناً، واعتقدناك سيداً ذا رشد { قَبْلَ هَـٰذَا } الزمان فالآن صرت أخرق { أَتَنْهَانَآ أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا } أي: نهيتنا عن عبادة معبودات آبائنا { وَ } الحال أنه { إِنَّنَا لَفِي شَكٍّ } وترددٍ عظيم { مِّمَّا تَدْعُونَآ إِلَيْهِ } من توحيد الإله المعبود بالحق وإبطال آلهتنا التي وجدنا آباءنا لها عابدين، { مُرِيبٍ } [هود: 62] ذي ريبة منتهية إلى كمال الارتياب، مع أنك لم تأت ببينة معجزة تلجئنا إلى تصديقك.