الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ ٱللَّهُ إِن شَآءَ وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ } * { وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِيۤ إِنْ أَرَدْتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ ٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } * { أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ قُلْ إِنِ ٱفْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَاْ بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُجْرِمُونَ } * { وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ } * { وَٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ إِنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ }

{ قَالَ } نوح متأسفاً متحزناً، آيساً من إيمانهم: يا قوم لست بآتٍ بموعدٍ حتى تعجزوني وتضطروني وتستهزئوا بي، بل { إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ } أي: بالعذاب الموعود { ٱللَّهُ } المنتقم منكم { إِن شَآءَ } انتقامكم وتعلق إرادته لهلاككم { وَمَآ أَنتُمْ } حين غضبه سبحانه عليكم { بِمُعْجِزِينَ } [هود: 33] الله في فعله وأخذه؛ إذ هو القاهر فوق عباده، بل أنتم حينئذٍ عاجزون ومضطرون مقهورون.

{ وَلاَ يَنفَعُكُمْ } اليوم { نُصْحِيۤ } لئلا يلحقكم ما سيلحقكم حين حلول العذاب { إِنْ أَرَدْتُّ } وأحببت { أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ } لأحفظكم { إِن كَانَ ٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ } أي: لا ينفعكم نصحي اليوم إن تعلق إرادة الله ومشيئته في سابق علمه لإغوائكم، بل { هُوَ رَبُّكُمْ } ومولي أموركم { وَإِلَيْهِ } لا إلى غيره من الأظلال { تُرْجَعُونَ } [هود: 34] في جميع أموركم وحلااتكم.

أتريد يا نوح نصحهم وإشفاقهم، وهم لا يقبلون منك { أَمْ } بل { يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ } أي: اختلقه من عنده ونسبه إلى الوحي ترويجاً { قُلْ } لهم حين قالوا لك هذه مجاراة عليهم ومماراة: { إِنِ ٱفْتَرَيْتُهُ } واختلفت ما جئت به { فَعَلَيَّ إِجْرَامِي } أي: وبال أمري ونكاله { وَ } الحال أنه { أَنَاْ بَرِيۤءٌ مِّمَّا تُجْرِمُونَ } [هود: 35] وتنسبون إلي من الجرائم.

{ وَ } بعدما بالغوا في العتو والفساد والإصرار على ماهم عليه من الجور والفساد { أُوحِيَ } وألهم { إِلَىٰ نُوحٍ } حين ظهر عليهم أمارات الإنكار، ولاح علامات الاستخفاف والاستكبار { أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ } لك أبداً بعد هذا { مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ } لك قبل هذا، فاقنط عن إيمانهم، ولا تجتهد في نصحهم وإهدائهم { فَلاَ تَبْتَئِسْ } ولا تغتم من إهلاكهم ونزول العذاب عليهم إنهم مهلكون { بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ } [هود: 36] من الإعراض والإنكار والعتو والاستكبار.

{ وَ } بعدما حصل لك اليأس والقنوط من إيمانهم { ٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ } لحفظك ولمن آمن معك من الغرق { بِأَعْيُنِنَا } أي: بكنفنا وجوارنا وحفظنا وحصاننا { وَوَحْيِنَا } لك كيف تصنعها وتشيدها { وَ } بعدما صنعت { لاَ تُخَاطِبْنِي } ولا تناجِ معي { فِي } إنجاء القوم { ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ } أنفسهم بالمكابرة والعناد ونبذوا وراء ظهورهم ما جئت به من الهداية والرشاد { إِنَّهُمْ } بسبب انهماكهم في الغفلة والغرور { مُّغْرَقُونَ } [هود: 37] مهلكون حتماً، لانجاة لهم أصلاً.