الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ ٱلرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَآءَكَ فِي هَـٰذِهِ ٱلْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ } * { وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ٱعْمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ } * { وَٱنْتَظِرُوۤاْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ } * { وَلِلَّهِ غَيْبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ ٱلأَمْرُ كُلُّهُ فَٱعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }

{ وَكُـلاًّ } أي: كل قصة { نَّقُصُّ عَلَيْكَ } يا أكمل الرسل { مِنْ أَنْبَاءِ ٱلرُّسُلِ } العظام من جملة { مَا نُثَبِّتُ بِهِ } ونقرر على التوحيد { فُؤَادَكَ } إذ بكل قصة من القصص المذكورة ينشرح صدرك للتوحيد { وَجَآءَكَ فِي هَـٰذِهِ ٱلْحَقُّ } أي: الشهود والانكشاف التام خاصة { وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ } [هود: 120] الذين يصدقونك ويقتفون أثرك.

{ وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ } بك وبدينك ويكتابك مماراة لهم ومباهلة { ٱعْمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ } أي عمل شئتم { إِنَّا عَامِلُونَ } [هود: 121] على مكانتنا وشأننا بتوفيق اللهز

{ وَٱنْتَظِرُوۤاْ } بأي شيء انتظرتم { إِنَّا مُنتَظِرُونَ } [هود: 122] العلم عند الله.

إذ { وَلِلَّهِ } لا لغيره { غَيْبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } أي: الإطلاع عليهما وعلى مكنوناتهما { وَإِلَيْهِ } لا إلى غيره { يُرْجَعُ ٱلأَمْرُ كُلُّهُ } إذ لا شيء ولا أمر إلا هو { فَٱعْبُدْهُ } حق عبادته { وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ } حق التوكل والتفويض { وَمَا رَبُّكَ } يا أكمل الرسل المحيط علمه بجميع ذرائر الأكوان إحاطة حضور { بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } [هود: 123] من الإخلاص في العبادة والتبتل والتوكيل والتفويض والرضاء ةالتسليم.

خاتمة السورة

عليك أيها المحمدي المأمور بتهذيب الأخلاق من الرذائل، والأوصاف من الذمائم، والأوصاف والأفعال من القبائح، والأقوال من الكواذب، والأطوار من المخالفة المنافية لصرافة التوحيد أن تستقيم بعزائمك هذه على الوجه المأمور لنبيك الذي هو قبلة لجميع مقاصدك بقوله تعالى: { فَٱسْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ } [هود: 112] أي: فاعتدل بجميع ما صدر عنك، فلك أن تقتفي أثره صلى الله عليه وسلم في جميع حالاتك من امتثال الأوامر واجتناب النواهي وتهذيب الأخلاق؛ إذ هو صلى الله عليه وسلم زبدة أرباب التوحيد الواصلين بمقعد الصدق ومنزل التفريد، والسابقون واللاحقون كلهم يقتبسون من مشكاة أنواره صلى الله عليه وسلم.

فعليك أيها المستعد المستشرد من الكلام المجيد أن تضبط جميع أحوالك على الاستقامة والاعتدال، وتجتنب عن كلا طرفي الإفراط والتفريط، وتستعيذ بالله عن مداخلة الرياء والسمعة المنافقيين للإخلاص.

واعلم أن خير فرينك في طريقك هذا الرضا والتسليم والتفويض إلى العزيز العليم، ولك العزلة عن الخلطة والانخراط في سلك أهل الثروة والغفلة، والقناعة بالكفاف والعزوبة بالعفاف.

وعليك ألاَّ تفرق خاطرك وهمك في أمور دنياك ولو لحظة حتى لا تورثك هماً كثيراً وحزناً طويلاً؛ ذ المسافر في منزله لا يتصرف إلا مقدار مقيله، أمَا تسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم: " كن في الدنيا كأنك غريب "؟.

أو: " اشدد حيازيمك للموت والرحيل كأنك عابر سبيل ".

وبالجملة: لا تغتر بحياتك في دار الغرور، وعد نفسك من أصحاب القبور، فإنه دأب أهل السرور، ديدنة أرباب الحضور.