الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَٱجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { وَقَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَآ إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا ٱطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَٱشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } * { قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَّعْوَتُكُمَا فَٱسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ }

{ وَ } بعدما أخلصوا في تضرعهم وتوجههم إلينا { أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ } أصالة { وَأَخِيهِ } تبعاً { أَن تَبَوَّءَا } أي: خذا مباءة؛ أي: مسكناً ومبيتاً { لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ } وأمر لهم أن يبنوا { بُيُوتاً } فيها { وَ } بعدما بنيتم بيوتاً { ٱجْعَلُواْ } أي: كل واحد منكما ومنهم { بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً } ومسجداً توجهون فيها إلى الله وتتقربون نحوه { وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ } فيها أي: أديموا الميل والتوجه نحو الحق مخبتين خاشعين مخلصين { وَ } بعدما واضبوا على ما أُمروا واستقاموا عليه مخلصين { بَشِّرِ } يا موسى الداعي لهم إلى الحق { ٱلْمُؤْمِنِينَ } [يونس: 87] المتوجهين نحوه بالنصرة على الأعداء في الدنيا، والكرامة العظيمةم في النشاة الأخرى، والفوز بالوصول إلى فناء المولى.

{ وَقَالَ مُوسَىٰ } بعدما تفرس القبول والإجابة للدعاء، داعياً على الأعداء { رَبَّنَآ إِنَّكَ } بفضلك وجودك { آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأَهُ زِينَةً } يتزينون { وَأَمْوَالاً } يميلون إليها ويفتخرون بها { فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } ولم يشكروا لنعمك بكل يكفروا بها يا { رَبَّنَا } وإنما افتخروا وباهوا بحطامهم { لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ } ضعفاء المؤمنين المتلونين الذين لم يتمكنوا في مقر اليقين ولم يتوطنو في موطن التمكين { رَبَّنَا ٱطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ } أي: امحها واتلفها؛ لئلا يتمكنوا على تضليل عبادك بها { وَٱشْدُدْ } ختمك وطبعك { عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ } لا ينكشفوا بالإذعان والقبول { حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلْعَذَابَ } المعد لهم لكفرهم وإصرارهم { ٱلأَلِيمَ } [يونس: 88] المؤلم في غاية الإيلام حين رأوا المؤمنين في سرور دائم ولذة مستمرة وجنة نعيم.

{ قَالَ } سبحانه مبشراً لموسى: { قَدْ أُجِيبَتْ دَّعْوَتُكُمَا } ووقع مناجاتكما في محل القبول، ثنَّى الضمير؛ لأن هارون يؤمن حين دعا { فَٱسْتَقِيمَا } على ما أتنما عليه من الدعوة وإلزام الحجة ولا تفتروا في أمركما هذا، والزما الصبر؛ إذ الأمور مرهونة بأوقاتها { وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ } في الاستعجال والاستسراع { سَبِيلَ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } [يونس: 89] الأدب مع الله في إلحاحهم واقترحاتهم في طلبه الحاجات.