الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِّنْهُ حَرَاماً وَحَلاَلاً قُلْ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى ٱللَّهِ تَفْتَرُونَ } * { وَمَا ظَنُّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ } * { وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُواْ مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِي ٱلسَّمَآءِ وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذٰلِكَ وَلاۤ أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }

{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ } أي: أخبروني كيف كفرتم في { مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ } لمعاشكم وتقوية مزاجكم { مِّن رِّزْقٍ } مسوق إليكم محصل بأسباب سماوي مباح لكم { فَجَعَلْتُمْ } من تلقاء أنفسكم { مِّنْهُ حَرَاماً وَحَلاَلاً } أي: حرمتم بعضه وحللتم بعضاً آخر بلا ورود شرع { قُلْ } لهم يا أكمل الرسل إلزاماً وتقريعاً: { ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ } بهذه التفرقة والقسمة { أَمْ عَلَى ٱللَّهِ تَفْتَرُونَ } [يونس: 59] بنسبتها إليه.

{ وَمَا ظَنُّ } أي: أي شيء ظن أولئك المفترون { ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ } بأنهم لم يجاوزوا ولم يؤاخذوا { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } على افترائهم على الله ما لم يصدر عنه، بل إنهم مؤاخذون على جرأتهم على الله وافترائهم به، سيما بعد ورود الزواجر والروادع من الآيات الدالة على امتناعهم عنها فلم يمتنعوا { إِنَّ ٱللَّهَ } المصلح لأحوال عباده { لَذُو فَضْلٍ } عظيم { عَلَى ٱلنَّاسِ } بإنزال الكتب وإرسال الرسل المنبهين على ما هو الأصلح لهم وأليق بحالهم { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ } بجهلهم وخبث باطنهم { لاَ يَشْكُرُونَ } [يونس: 60] نعمه بل ينكرون ويكفرون بها عناداً ومكابرة.

{ وَ } كيف ينكرون رسالتك ووحيك من الله وتأييدك من عنده سبحانه؛ إذ { مَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ } وأمر من ادعاء الرسالة من الله والتشريع من جانبه بلا إذن منه { وَمَا تَتْلُواْ مِنْهُ مِن قُرْآنٍ } مدعياً نزوله من عنده بلا وحيه وإنزاله { وَلاَ تَعْمَلُونَ } أنتم أضاً { مِنْ عَمَلٍ } صالح أو طالح، خير أو شر { إِلاَّ كُنَّا } بذاتنا وأوصافنا وأسمائنا { عَلَيْكُمْ شُهُوداً } حضراء رقباء، مطلعين على جميع ما جئتم به وقت { إِذْ تُفِيضُونَ } أي: تخوضون وتقصدون الشروع { فِيهِ } أول الذب عنه { وَ } كيف لا نطلع عليها ولا يحيط علمنا بها وشهودنا إياها؛ إذ { مَا يَعْزُبُ } أي: لا يغيب ويبعد { عَن رَّبِّكَ } ومربيكم أيها المظهر الجامع لجميع المراتب الكونية والكيانية والمتخلق بجميع الأخلاق الإلهية { مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ } كائنةٍ { فِي } أقطار { ٱلأَرْضِ وَلاَ } كائنة { فِي ٱلسَّمَآءِ } وفضائها { وَ } كيف يعزب ويغيب عن حيطة علمه شيء؛ إذ { لاَ أَصْغَرَ مِن ذٰلِكَ } المقدار { وَلاۤ أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } [يونس: 61] ظاهر الإبانة والظهور بالنسبة إلى أرباب الولاء، الباذلين أرواحهم في طريق الفناء، المستغرقين في بحر الوحدة، الفانين عن هوياتهم بالمرة.