الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ } * { خَلَقَ ٱلإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ } * { ٱقْرَأْ وَرَبُّكَ ٱلأَكْرَمُ } * { ٱلَّذِى عَلَّمَ بِٱلْقَلَمِ } * { عَلَّمَ ٱلإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } * { كَلاَّ إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ } * { أَن رَّآهُ ٱسْتَغْنَىٰ } * { إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلرُّجْعَىٰ } * { أَرَأَيْتَ ٱلَّذِي يَنْهَىٰ } * { عَبْداً إِذَا صَلَّىٰ } * { أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَىٰ ٱلْهُدَىٰ } * { أَوْ أَمَرَ بِٱلتَّقْوَىٰ } * { أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ } * { أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ ٱللَّهَ يَرَىٰ } * { كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِٱلنَّاصِيَةِ } * { نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ } * { فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ } * { سَنَدْعُ ٱلزَّبَانِيَةَ } * { كَلاَّ لاَ تُطِعْهُ وَٱسْجُدْ وَٱقْتَرِب }

قوله: { ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ } إلى آخر السورة.

أي: اقرأ يا محمد بذكر ربك الذي خلق - ثم بين ما خلق، فقال: { خَلَقَ ٱلإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ }.

أي: من الدم والمراد: من علقة. " وعلق " جمع " علقة " ، فجمع: لأن الإنسان بمعنى الجماعة. ومعنى الباء اللزوم، أي: الزم القراءة بذكر ربك.

ثم قال: { ٱقْرَأْ وَرَبُّكَ ٱلأَكْرَمُ } أي: الأكرم من كل شيء.

روى الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: " أول ما ابتدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي: الرؤيا [الصادقة]، كانت تجيء مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، فكان بِحَراء يَتَحَنَّثُ فيه اللَّيَالي ذَواتِ العَدَدِ قبل أن يَرْجِعَ إلى أَهْلِهِ فَيَتَزَوَّدُ لمثلها حَتَّى [فَجِئَهُ] الحقَّ فَأَتَاه، فقالَ: يا مُحَمَّدُ، أنتَ رسولُ الله. قالَ رسولُ الله: فَجَثَوْتُ لِرُكْبَتَيَّ وأنا قائِمٌ ثُمَّ رَجِعْتُ يَرْجِفُ فُؤَادِي، ثُمَّ دَخَلْتُ - يريد على خديجة - فَقُلْتُ: زَمِّلُوني، زَمِّلُوني، حتى ذهب عني الروع ثم أتاني فقال: يا محمد، أنت رسول الله. (قال): فلقد هممت أن أطرح نفسي من حالق من جبل، فتبدى لي حين هممت بذلك فقال: يا محمد، أنا جبرائيل، وأنت رسول الله، ثم قال: اقرأ. قلت: ما أقرأ؟

فأخذني [فغطني] ثلاث مرات حتى بلغ مني الجهد، ثم قال: { ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ } فقرأت، فأتيت خديجة فقلت: لقد أشفقت على نفسي، وأخبرتها خبري، فقالت: أبشر، فوالله لا يحزنك الله أبداً. والله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتؤدي الأمانة، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتصبر على نوائب الحق. قال: ثم انطلقت بي خديجة إلى ورقة بن نفل بن أسد فقالت: اسمع من ابن أخيك. فسألني، فأخبرته خبري. فقال: هذا الناموس الذي أنزل على موسى ابن عمران. ليتني أكون فيها [جذعاً]، ليتني أكون حياً [حين] يخرجك قومك. قلت: [أمخرجي هم]؟! قال: نعم، إنه لم يجيء رجل قط بما جئت به إلا عودي. ولئن أدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً. ثم كان أول ما أنزل علي من القرآن - بعد " أقرأ " - { [نۤ] وَٱلْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ * مَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ }. حتى قرأ (إلى) { فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ } ، (و) { يٰأَيُّهَا ٱلْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ }.

{ وَٱلضُّحَىٰ * وَٱللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ } ".

قال مجاهد وعطاء بن يسار وعبيد بن عمير وأبو رجاء [العطاردي]: أول ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم: { ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ } ، كقول عائشة رضي الله عنها.

والرواية أنه إنما عليه من { ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ } إلى قوله { عَلَّمَ ٱلإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } ، ثم نزل باقيها بعد:يٰأَيُّهَا ٱلْمُدَّثِّرُ } [المدثر: 1] و

السابقالتالي
2 3 4